العدد 1299 - الإثنين 27 مارس 2006م الموافق 26 صفر 1427هـ

إيران وتغليب مصلحة الجوار

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اللقاء المزمع إجراؤه بين طهران وواشنطن للتباحث بأمر العراق حدث مفاجئ على مسامع وأنظار الجميع خصوصا أن الطرفين عدوان منذ الثورة الإسلامية في العام 1979 وحادثة محاصرة السفارة الأميركية في طهران واختطاف الرهائن إبان ولاية الشاة وعودة الإمام الخميني من منفاه بفرنسا ليطلق ثورة يزيح بها نظام الشاه ويستبدله بنظام إسلامي جمهوري. الأميركان أعادوا ذكر تلك الحادثة مجددا في أعقاب تولي الرئيس الإيراني الحالي محمود احمدي نجاد سدة الحكم خلفا للرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي لإثارة زوبعة مزاعم ضلوع احمدي نجاد في حادثة الهجوم على مبنى السفارة على رغم النفي المتكرر للرئيس الحالي بشأن مزاعم دوره إلا أن المصادر الأميركية تؤكد على ذلك .

اللقاء تزامن مع تصريحات حذر فيها الرئيس الأميركي جورج بوش من مغبة اندلاع حرب أهلية تهدد مصير الحكومة العراقية، فيما وزيرة الخارجية الأميركية كندليزا رايس تشكك في جدية الحوار مع الحكومة الإيرانية وضلوع الأخيرة في إثارة التوتر والاضطراب في المنطقة. ذلك اللقاء الذين يدور محوره بشأن الملف العراقي والتعاون في استتباب الأمن لن يتطرق إلى الملف النووي الإيراني المدرج حاليا في أروقة مجلس الأمن والمساعي الأميركية لسرعة التوصل لاتفاق والحصول على دعم روسي - صيني ينهي أزمة المراوغة بين تلكما الدولتين والتعجيل بأمر فرض عقوبات على طهران.

وعلى رغم العداء المستحكم بين البلدين(واشنطن - طهران) تظل عين إيران لمداراة الوضع الأمني في العراق وإشاعة الأمن هو الدافع لجعلها تتنازل وتبدي مرونة في التعاطي مع «العدو» لأجل خدمة دول الجوار التي طالما سعت أميركا إلى إثارة قلقها من تلك الدولة التي صنفتها ضمن «محور الشر» - الذي ينعكس بالتالي على الوضع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وابرز دليل على ذلك ما أعلن عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أن بلاده لا تثق «بالنوايا الأميركية وعلى رغم ذلك إلا أن قلقنا المتزايد من الأداء الأميركي الخاطئ في العراق يقف وراء الموافقة مع طلب المسئولين العراقيين لإجراء المباحثات معها بشأن العراق»

العدد 1299 - الإثنين 27 مارس 2006م الموافق 26 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً