العدد 1304 - السبت 01 أبريل 2006م الموافق 02 ربيع الاول 1427هـ

هوس «المعونات الاجتماعية» يبدأ!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

في كل موسم من المواسم هناك مرض يحتل الصدارة، ففي الشتاء هناك البرد والحمى والرشح... وفي موسم الانتخابات البلدية والنيابية أضيف للائحة الأمراض الموسمية مرض جديد هو «هوس المعونات الاجتماعية»!

وكما بدأت الانتخابات السابقة بسباق محموم نحو إثبات الذات أمام الصناديق الخيرية والمؤسسات الخيرية، ها هو التاريخ اليوم يعيد نفسه، إذ تفاجأ المعوزون بأكياس من الرز وكراتين من الدهن من دون سابق إنذار، مع العلم أن على بعض الأسر أن تنتظر دورها على لائحة قد تطول في بعض المناطق وعندها يطول انتظار المد الذي غالبا ما يخالف التوقعات ولكن الغريق يتعلق ولو بقشة.

ولعل الأسر الفقيرة لم تكلف نفسها عناء السؤال عن هذه المكارم غير المسبوقة وغير المتوقعة، ولعل بعض الصناديق لم تكن تعرف أنها استخدمت كوسيلة للدعاية الرخيصة لأشخاص يعتقدون أن باستطاعتهم خداع الناس والتستر وراء رداء المكر والخداع المكشوف.

صحيح أن بعض المتسلقين يجدون في تركيبة المجتمع البحريني فرصة للوصول إلى الكراسي الكبيرة، وخصوصاً أننا نتكلم عن مجتمع تقبع فيه أكثر من ثلث أسره تحت خط الفقر، أو بعبارة أدق - بحسب الدراسات - أن ثلث شعب البحرين يعيش تحت خط الفقر... ولكن، لم يعد هذا العطاء الدفاق دعاية للمنتخبين، فالناس ليسوا أغبياء لهذا الحد لكي تنطلي عليهم الحيلة مرتين، فأين من ذبح ووزع «العيش» وفرش الولائم ووزع العطايا؟ وأين من كان يفتح منزله 24 ساعة للناس ويبتسم لكل من دخل عليه منزله؟

ويدرك بعض أعضاء البرلمان والمجالس البلدية أنهم باتوا خارج اللعبة، بعد أن أثبتوا فشلهم الذريع، وهم يدركون جيداً أنهم حصلوا على مقاعد لا تصلح لهم ولا هم يصلحون لها. وعليهم أن يسألوا أنفسهم قبل أن يقرروا خوض غمار التجربة مرة أخرى: ماذا قدموا من جديد؟

ويبدو أن تحريك الدفة نحو زيادة أجور ودخول أعضاء المجالس البلدية سيجعل من المنافسة شرسة إلى أبعد الحدود، وخصوصا إذا ما وصل المبلغ الموعود إلى 1500 دينار، ناهيك عن المزايا المالية الأخرى التي سيضعها المترشحون الجدد على قائمة الأولويات. ومن يدري، ربما يفكر الأعضاء الذين انسحبوا أو أعلنوا انسحابهم مرة أخرى ويقررون العودة من جديد بحجة «ضغوط» الأهالي! وهو أمر وارد.

وربما يحتاج البلديون والبرلمانيون إلى دروس مكثفة في فنون الانتخابات، فنحن لسنا بدوًا لكي تنحصر المنافسة على من يقدم الوليمة الألذ أو «العيش» الفاخر، وحتى يعلن عن موعد الانتخابات الحقيقي نبقى ننتظر مع المنتظرين

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1304 - السبت 01 أبريل 2006م الموافق 02 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً