العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ

التقنية ليست مجرد موضة

حسين جمعة comments [at] alwasatnews.com

-

لبس ساعته وتعطر بأجمل عطوره وهم بالخروج... نادته زوجته: تفضل لقد نسيت حاسبك المحمول، ابتسم وأخذ حاسبه المحمول معه إلى محطة العمل. وما إن وصل إلى مكتبه حتى ركن حاسوبه على جنب، وأخذ يقرأ الصحف ويشرب القهوة، باشر عمله طوال اليوم من دون أن يضغط زراً واحداً من أزرار لوحة مفاتيح حاسبه.

يتكرر هذا المشهد كل يوم، فهو لا يحتاج إلى حاسبه المحمول من أجل عمله بل ربما لا يعرف شيئاً عنه، ولكن يحتاجه ليصنع له واجهة تغطي جهله بتقنية المعلومات وليعطي الآخرين صورة الرجل العصري المثقف!

ترى هذا الموقف على أكثر من صعيد، فترى بعض الطلاب يتهافتون على شراء الحاسب المحمول من أجل التباهي أمام زملائهم، البعض الآخر يصرف الكثير من المال لأن يكون جهازه الأكثر تقدماً، في الوقت الذي لا يبادر إلى أن يتعلم الأساسيات البسيطة. وربما ترى البعض يأخذ التقنية مجاراة لموضة اليوم!

وبمقابل هذه الفئة، هناك مجموعات أخرى تحرص على أن يكون المحتوى المعلوماتي الذي تكتسبه أبعد من أي ترف تقني، فالصفحات العلمية والثقافية هي الصفحات الموجودة في قائمة المواقع المفضلة الموجودة على حواسيبهم الشخصية، ومن ثم إكليل من البرامج والملفات والسندات المهمة للمدرسة والعمل والمنزل.

استغلال لا حدود له للطاقات التكنلوجية نحو تحقيق أهداف أكبر من مجرد التباهي والتفاخر، وربما لا تكون حواسيبهم بحداثة اليوم، ولكن التطبيقات الكمبيوترية التي يتعاملون معها هي الأحدث في المجال التقني.

ولو فاضلنا بين هاتين الفئتين لوجدنا الواقع التقني في عالمنا لايزال يحبو على رغم الانفتاح الرهيب في عصر السرعة على العالم بأكمله، إذ الأساليب والمعدات فائقة التطور. ومازالت الدول العربية تعاني من آلام الهضم لفقدانها الوعي التقني، بل مازلنا نستخدم التقنية كأطروحة كمالية نــُــظهر بها تقدمنا الظاهري إلى العالم، في حين اعتمدتها الدول المتقدمة مادة استراتيجية رئيسية لاقتصادها ومجتمعاتها، ولكن مازال هناك من يدرك أن استخدام التقنية المطرد والمتقن يساهم في الرقي بالمجتمع الإنساني ككل.

ويأتي دورنا كأفراد في أن نعيد الحسابات ونواجه التحديات ونثبت للعالم أننا الرقم الأول في معادلة صراع الوعي التقني، عند استخدامنا للأدوات التقنية كافة.

لابد لنا من المزيد من جرعات الوعي التقنية لتوظيف التكنولوجيا التوظيف الأمثل، بما يسهم في إدراكنا أن أكبر مقاييس الأهداف الأساسية للتكنولوجيا ليست المساعدة في صنع العمل بل العمل ذاته.

ومع كل ذلك، مازال الأمل ينبض ، فها نحن نشهد في كل يوم وكل ساعة ودقيقة تغيرات جذرية في المنزل والمدرسة والعمل، فأينما أدرنا وجوهنا نرى الاتجاهات نحو الوعي التقني. وربما يكون مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل من أوضح هذه الصور التي نتمنى أن نشهد بها انطلاقة كبرى للتعليم نحو آفاق رحبة

العدد 1309 - الخميس 06 أبريل 2006م الموافق 07 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً