العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ

هل تكتمت «الصحة» على انفلونزا الطيور؟!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

بعد أن اقتربت أنياب مرض انفلونزا الطيور من منطقة الخليج، بات من شبه المؤكد أن تستقبل بلداننا الخليجية مرض انفلونزا الطيور شئنا أم أبينا... ويقال - والعهدة على الراوي - إن وزارة الصحة تتكتم على وجود المرض بيننا، ولكنها اكتفت بفتح جناح للمرضى في مجمع السلمانية الطبي متبعة «فتوى الحفاظ على الأمن القومي» وعدم إشاعة الذعر بين أبناء المملكة!

السؤال الذي لابد أن يطرح هو: بما أن البحرين تعتبر وجهة رئيسية وأحد أكثر المناطق التي تجتذب الطيور المهاجرة، إذا، ماذا فعلت وزارة الصحة لتجنب انتقال العدوى؟ ألم تتعرض مصر وغيرها إلى العدوى عبر الطيور المهاجرة التي حملت بين جناحيها فيروس المرض ونقلته إلى الدواجن والطيور وأخذ يستشري وينتشر بسرعة جنونية؟

وقد يقول قائل: هل تريد من الدولة أن تراقب الطيور المهاجرة، أو هل تقترح أن تقوم الدولة بتسقيف المملكة لتجنب دخول طير يعتقد بأنه يحمل الفيروس الضاري... لا هذا ولا ذاك، ولكن ماذا فعلت الدولة إزاء ما يحدث، وهل تعتقد بأن جناح أو وحدة العزل التي افتتح أخيرا في مجمع السلمانية الطبي ستفي بالغرض في حال استشرى المرض؟ أو ماذا ستضيف هذه الوحدة التي هي عبارة عن غرفة لا تصلح إلا للنوم أو على أقل تقدير غرفة لتناول طعام الموظفين!

لنكن واقعيين، أولسنا في عهد الشفافية والديمقراطية؟ ألسنا في عهد من المفترض أن نكاشف الناس ونعلمهم بحقيقة ما يجري؟ فإذا كان هناك مرض موجود بيننا لماذا نخفي الحقائق ونكتفي بالحديث عن التخمينات التي مل منها الناس والتنظير الذي لا طائل منه. إننا أمام وضع حساس جدا، وصحيح أن أوضاع البحرين - المربكة - حاليا ساعدت على تناسي الناس لمرض انفلونزا الطيور فلم يعودوا يتسألون كثيرا ولم يعودوا يبحثون، لأن هناك هاجسا أكبر بكثير وهو هاجس الأمن والأمان، وهذا الهاجس كفيل بتناسي انفلونزا الطيور وحتى انفلونزا الحمير!

إن الأمر المؤكد، والذي جزم به أطباء من داخل قطاع الصحة هو أن البحرين غير مستعدة تماما لاستقبال فيروس انفلونزا الطيور حاليا، وإذا قدر - لا سمح الله - ودخل المرض فإن الخسائر ستكون كبيرة وكبيرة جدا. فهل آن الأوان لكي تلتفت الحكومة وتعطي بعضا من اهتمامها إلى مشكلة ربما تكلفها الثمن غاليا، وكما يقال «الوقاية خير من العلاج»... نحن لا نعلم إن كان المرض موجودا أو لا، وربما نقول بأن ما يدور قد يكون مجرد إشاعات، ونتمنى أن تكون كذلك، ولكن من يعلم ما الذي يخبؤه الغد لنا

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1311 - السبت 08 أبريل 2006م الموافق 09 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً