العدد 1339 - السبت 06 مايو 2006م الموافق 07 ربيع الثاني 1427هـ

تنظيمات «الرقيق» البحرينية!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

كثيرون هم أولئك الذين ينامون من دون أن يعلموا ما الذي يحدث في بيوتهم، نحن لا نبالغ ولكن الوضع ربما يكون أخطر مما نتصوره... تنظيمات الدعارة البحرينية التي بدأت تنتشر بصورة مخيفة، ما مصدرها؟ ومن هم مروجوها؟ علامات استفهام كبيرة توضع أمام كل سؤال، لأن هذه الظاهرة التي بدأت تستشري تمس كل فرد في مجتمعنا الصغير.

قبل نحو أسبوعين، صعقني أحد من كنت أحسبهم أصدقاء من أيام الدراسة الجامعية، بقوله بكل ثقة: «كانت لدي حبيبة، وكنت أنوي الزواج منها إلا أنها فضلت شاباً آخر، وحينها جن جنوني، وبدأت أبحث عن الجنس في كل مكان، ولكن أفضل ما حصلت عليه هو جنس عن طريق بحرينيات»!

كانت حكايته تبدو كالحكايات المألوفة عن مغامرات الشباب التائه، إلا أنها أخذت مجرى آخر حين بدأ في سرد التفاصيل: «قصدت أحد المدرسين من خلال واسطة أحد الزملاء، وكان لدى الأستاذ صور أكثر من عشر بنات صغار لم يتجاوزن العشرين، وغالبيتهن من القرى، اخترت إحداهن وقال لي الأستاذ وهو يبتسم: لا تخذلنا مع الفتاة، فزبائننا دائماً ما يلقون المتعة والراحة وبضاعتنا دائماً ما تكون جديدة، فإذا مللت مما نملك بمقدورنا أن نوفر الجديد وبأية طلبية!...».

يا ترى ما الذي يحدث؟ الجميع يعلم أن لكل قاعدة شواذ، وفي كل مكان هناك الفاسد والمارق، والخبيث والطيب، ومجتمعنا لا يختلف عن بقية المجتمعات، فلطالما كان هناك الطيب والخبيث، ولكن هل سبق لنا أن سمعنا عن تنظيمات جنسية كتلك التي تنتشر في الغرب، وهل صحيح أن الفتيات العذارى هن البضاعة الأكثر توافراً لدى تنظيمات الدعارة؟ والأهم من ذلك، هل وصل مجتمعنا إلى هذا المستوى في استغلال الأجساد؟

حكايات غريبة تلك التي نسمعها كل يوم، فذاك صادف فتاة في الشارع فأركبها معه فعرضت عليه جسدها بمبلغ 20 ديناراً، وتلك تستجدي لإخوانها وتعرض نفسها لتجمع قوت بيتها، بينما نقرأ ما قاله الإمام علي (ع): «ما دخل الفقر قرية إلا وقال الكفر خذني معك». فهل ما نشهده اليوم هو نتاج للوضع المادي المتردي، وإذا كنا سنلوم الفتيات اللائي يبحثن عن سد رمق الجوع واللقمة المرة بعرض أجسادهن، لنقف ونسأل أنفسنا: هل قدمنا لهن البديل؟

إن مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الخيرية والأهلية أمامها واجب وعمل كبير، ففي كل مكان هناك عوائل فقيرة، وقد لا تتجشم عناء البحث عن الصناديق والمؤسسات الخيرية عفة واستحياءً، أو هرباً مما تضعه بعض المؤسسات من شروط. إننا لا نجزم بأن كل تنظيمات الدعارة بسبب الحاجة، ولكن القضاء على جزء من المشكلة خير من ترك «القرعة ترعى»

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1339 - السبت 06 مايو 2006م الموافق 07 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً