العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ

ترفعوا بمنابر الجمعة...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

في هذا الزمن، لا تتعجب من العجب، لأن الأشياء أصبحت بـ «المقلوب»، فالناس تميل إلى المنافقين وتترك الصادقين، وتسمع إلى الملفقين، والعالم لبس حجاب العلم لكنه في باطنه جاهل لا يعلم عن الدين شيئاً!

وعندما تبتلى الأمة بهؤلاء فلا نقول إلا «وا على الأمة السلام» وخصوصا حين يلتف الجهال وراء العلماء وأئمة الجماعة المزيفين الذين لا يفقهون في ما هم فيه، فوصلوا إلى مراتب عليا في صنع القرار ولعل هذا من مهازل العصر، ولكن لله في خلقه شئون وشئون...

دعونا لا ننجرف وراء الحديث والقيل والقال، فهناك من يستغل منابر الجمعة للترويج لبعض الأفكار الهدامة، والدعوة إلى تكفير فكر معين، في وقت تعمل فيه الدولة على ترسيخ وسطية الخطاب الديني لأئمة المساجد للحفاظ على وحدة وكيان الوطن، لكن وكما يقال: «لكل قاعدة شواذ» وما أكثر الخارجين على المألوف، وما أكثر الباحثين عن إذكاء نار الفتنة ليحققوا بها غاية في نفس يعقوب.

إن منابر الجمعة أقيمت ووضعت لجمع شتات الأمة ولملمة ما أفسده الزمن، فهي صلاة جامعة للمسلمين تجمع في رحابها قلوبهم ليكونوا إخوانا لا أن تكون قلوبهم شتى «يحسبون كل صيحة عليهم»... فلماذا هذا الطرح التعصبي الطائفي؟ ألا توجد موضوعات حساسة أخرى نطرحها من فوق منابر الجمعة غير النبذ والتكفير؟ وعجبي ممن يجلس بين يدي إمام لا يرى إلا الفتنة ولا يكتب قلمه إلا التفرقة، هذا إن كان يعرف القراءة والكتابة وإني لأشك في ذلك!

إن وسطية الخطاب الديني أضحت ضرورة من ضرورات الحياة، وخصوصا أننا نعيش في زمن كثر فيه المتربصون والمتزلفون، وخصوصا مع ظهور صحف جديدة بعضها حمل مناهج جديدة للطرح، والعجب العجاب أننا نرى بعض الكتاب الذين عرفوا بنهجهم التعصبي والطرح «الذي لا يودي ولا يجيب» يتقلبون كالأفعى فهم مع فلان مادامت يده ممدودة وضده إذا كانت مغلولة وما المانع من النعيق الذي يزيد من الغلة!

إن البلد في وضع لا يحسد عليه، والنار التي تكاد تشتعل ليست بحاجة إلى إشعال فتيلها أكثر وأكثر، فهناك من يتربص بنا من بعيد وهناك من يعمل خلف الكواليس من قريب، ويبدو أن خطباء الوسطية فهموا اللعبة جيداً ولم يعد بمقدور خطباء الفتنة جرجرتهم إلى حرب كلامية عبر منابر الجمعة. والشيء بالشيء يذكر، فإن خطباء الفتنة الذين يتفننون في طرح موضوعاتهم الجدلية لا يجدون أسفلهم إلا قليلاً ممن يفقه ما يقولون لأنهم وبكل بساطة..

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1346 - السبت 13 مايو 2006م الموافق 14 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً