العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ

17 مايو ذكرى لن تنسى

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

ليس هناك ما هو أحلى وأروع على قلب أي إنسان من أن يستذكر اللحظات السعيدة التي مر بها في حياته، ولست أعتقد أن هناك شخصاً حضر يوم الأربعاء الماضي خلال انتخابات مجلس الطلبة لجامعة البحرين، إلا وسيظل يذكر هذا اليوم الذي يشبه خليط ذكرياته إعصارا من الصور واللقطات التي تعصف بالعقل حتى لحظات بعيدة من حياته «أطال الله عمر الجميع».

لقد كانت لذلك اليوم نكهة خاصة على قلوب الطلبة الذين عاشوا التجربة، بكل ما احتوته من آلام وأفراح ومفاجآت وصدمات، وكان لي نصيبي من كل تلك الأحاسيس إن لم يكن هناك غيرها مما لا استطيع وصفه بالكلمات، إلا أن دموع عيني لحظة إعلان النتائج تمكنت من أن تعبر عنها.

كانت أولى صدماتي في ذلك اليوم حينما وصلنا خبر سقوط أحد الأصدقاء مغشيا عليه أثناء تجوله في الكلية محفزا الطلبة على التصويت والمشاركة، وبالمتابعة مع طبيبة العيادة الجامعية، تأكد لنا أنه وقع نتيجة إصابته بحال إرهاق، وليس - كما أشيع لاحقاً - أنه «حاول الانتحار» أو أنه «مقهور من النتائج».

لم تخل العملية الانتخابية من بعض المشكلات وبعض الملابسات، التي لن نذكرها لأن الأمر لا يستدعي الدخول في مساجلة رسائل بيننا وبين الجامعة، إلا أن الجامعة - والحق يقال - بذلت مجهوداً جباراً لكي تتمكن من السيطرة على العملية الانتخابية، وقدمتها بالصورة الأفضل، عبر تحشيد كل الكوادر الإدارية والقانونية والتقنية من إداريي الجامعة، إلى جانب المتطوعين والمراقبين لكيفية سير العملية، ما أبرز الانتخابات بصورتها العامة، كأنها كاملة متكاملة.

في ترقب ممزوج بالتوتر، كان المترشحون ومندوبوهم يراقبون فتح صناديق الاقتراع وإخراج أوراق التصويت منها، ثم بدء عملية الفرز. الطلبة الذين وصلت أعدادهم إلى المئات كانوا ينتظرون عند مدخل الصالة الرياضية «مركز الفرز» وهم أسوأ حالاً ممن يراقبون العملية في الداخل.

يتم العد، فاز «فلان» وينطلق فلان إلى الخارج ومن معه من أصحاب وأصدقاء، وتعلو الهتافات، ويحمل على الأكتاف، وتردد الشعارات، يخرج آخر، ويخرج ثالث، كل بحسب نتيجته، الخاسر كان يواسى ويؤخذ بالأحضان، الفائز كان يرفع على الأكتاف ويهتف له، ولن ننسى وجود المعسكرين الدائمين، فرقة «أ» وفرقة «ب» الذين أخذ كل منهم جانبا، وأخذ يردد شعاراً يناسبه ويمثله.

وبينما الشرر يتطاير بين «أ» و«ب» دخلت الفرقة «ج» تبحث عن مكان لها بين الفرقتين المتناحرتين، لتعلن أمامهم أنها «ضد الطائفية»، إذ إن العملية لم تكن انتخابات طلابية كما كنتم تتخيلون، بل هي صراع جماعات وأطياف، حصدت منه «أ» (...) مقعد، و«ب» (...) مقعد، أما «ج» الذين ضاعت هتافاتهم «باللاطائفية» فأرضوا خواطرهم بـ (...) مقعد

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1354 - الأحد 21 مايو 2006م الموافق 22 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً