العدد 1375 - الأحد 11 يونيو 2006م الموافق 14 جمادى الأولى 1427هـ

حلم بحريني - قطري!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كل الدول الصغيرة في العالم تحاول التكامل الاقتصادي مع بعضها البعض أو مع دول أكبر منها، وبالتالي تصل إلى التكتل مع هذه الدول أو تلك، كما تبحث جميع الدول على مر التاريخ إلى الاندماج وتشكيل قوة سياسية واقتصادية لكي يتأتى لها الاستمرارية ومواجهة الحياة بصعوباتها الاقتصادية المتعددة والتي تولد الانفجارات والبراكين الاجتماعية والزلازل الاقتصادية، وبالتالي اهتزاز العروش واهتراء العباءات الشرعية للنظم السياسية. والنظام السياسي العادل هو الذي لديه مكنة فهم الأبعاد السياسية والدوافع الذاتية لضمان صلاحية استمرارية بقائه في الحكم، وفهم دلالات التغير الاجتماعي التاريخية.

البحرين وقطر، لا تساويان كل منهما على حدة، في المحيط العالمي إبرة في محيط متلاطم الأمواج وكبيرها، وذو رياح عاتية مفاجئة التغير... والتكامل الاقتصادي بينهما سيوفر الكثير من الموارد لكلتا الدولتين، موارد بشرية وموارد مالية، ومصالح متبادلة أكثر من أي قطرين عربيين.

ويمثل الشعبان القطري والبحريني (بالنظر لتقسيماته الدينية والعرقية، وثقافته وفنونه وعاداته وتقاليده) شعباً واحداً، وذا علائق مجتمعية عميقة أواصرها بيننا وبين الإخوة القطريين. ولكن ثمة علاقة سياسية متلبدة بالغيوم، مرت عليها سنون طويلة، راكمت من تلبدها، وما كادت أن تنقشع تلك الغمة إلا بعد أن أنعم الله علينا بالحمدين (حمد بن عيسى وحمد بن خليفة) ليضعا حداً لهذا النزاع بطريقة عصرية عاقلة.

اليوم، ولله الحمد، انتهت الإشكالية، وجاء دور البناء والتكامل. إن الإلحاح على القيادات في ذلك، منشؤه، الروابط الأسرية العميقة بين الأسر البحرينية والقطرية، وذلك قبل وبعد التقسميات الاستعمارية، والعلائق الاجتماعية بيننا وبين الإخوة هي أكثر وأكبر من أي قطر آخر؛ فجميع عادات وتقاليد أهلنا في قطر تجد نظيرتها هنا في البحرين... وكلما نظرت إلى التفرقة بيننا وبين الإخوة صببنا اللعنات على الاستعمار! اليوم رحل الاستعمار من ديارنا، فماذا يمنع التلاقي والتكامل الاقتصادي، والتمهيد والتأسيس لتكامل خليجي موسع؟

تلبية رغبات الشعبين الشقيقين في كلا البلدين، وتنظيرات استراتيجية لمتخصصين وأكاديميين دارسين، بشأن ضرورات الوحدة وأهميتها ومصلحة البلدين والشعبين الشقيقين من ورائها، كلها تجعلنا نطالب وبإلحاح من دون ملل أو كلل من القيادتين السياسيتين بالتسريع في خطوات التكامل والإتحاد، والتشديد على مسئوليتهما التاريخية أمام الله وأمام الأجيال القادمة، والأمل غير منقطع مادام قادة البلدين الشقيقين يتمتعون بعقليات عصرية حديثة. إذا جاء خبر التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات، منها جسر المحبة، كثمرة تدل على عمق النظرة المستقبلية لقادة البلدين، ويبقى أمل الشعبين الشقيقين في مزيد من التفاهم، وتحصيل المصالح والمنافع الأخوية، والاقتصادية والسياسية، على طريق الوحدة الشاملة والاندماج التام بين البلدين الشقيقين... وهذا حلم الناس في البحرين وقطر، وحق لنا أن نحلم

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1375 - الأحد 11 يونيو 2006م الموافق 14 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً