العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ

أين مواقع مدارس المملكة؟

حسين جمعة comments [at] alwasatnews.com

-

انتهى العام الدراسي لطلاب المدارس، ثلاثة أشهر إجازة وبعدها العام الجديد، فهل ينقطع الطلاب انقطاعاً كلياً أيام العطلة الصيفية عن مدرسيهم وأقرانهم في المدرسة وكذلك طاولاتهم الدراسية؟

ربما يستطيع الطلاب التخلي عن مقاعدهم الدراسية خلال العطلة الصيفية، لكن لا سبيل لأن يتخلوا عن مدرسيهم وأقرانهم وكتبهم في زمن الإنترنت، فالتطور العلمي المذهل الذي حققه الإنسان أثر بفاعلية على أسلوب الحياة في جميع المجتمعات المعاصرة. وساهمت تكنولوجيا الاتصالات تحديداً في هذا التطور المعاصر عن طريق تسهيل سرعة الحصول على المعلومات وسرعة معالجتها واستدعائها وتخزينها واستخدامها في جميع العمليات الحسابية والإحصائية والتحليلية لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة ما أدى أيضا إلي سرعة إنجاز المهمة والأعمال وسرعة تحقيق الأهداف. ولذلك أصبح لزاماً على جميع المؤسسات المختلفة أن تتوافق أوضاعها مع الحياة العصرية التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات.

ومن أوجه التوافق مع التقدم التكنولوجي للمؤسسات التعليمية والمدارس الحكومية تدشين مواقع إلكترونية فعالة على الشبكة العنكبوتية تربط فيها الطلاب بمكونات العملية التعليمية جميعها، وبذلك ينعكس أثرها على الطالب لتحقق الأهداف المرجوة من التعليم.

ولعل هذه الخطوة بدأتها الكثير من المؤسسات التعليمية، لكن مازالت مسألة إنشاء مواقع إلكترونية للمدارس الحكومية في المرحلة الجنينية، فمن خلال موقع وزارة التربية والتعليم تبين أن هناك مدارس فقط لدى كل منها موقع على شبكة الإنترنت من بين مدرسة تقريباً!!

إن مجرد إنشاء موقع للمدرسة يعتبر أمراً إيجابياً، إلا أنه عند زياراتي مواقع المدارس الحكومية الخمس، تبين أنها مواقع لا تسمن ولا تغني من جوع، فأكثر ما تحتويه معلومات عن المدرسة والتعريف بأنظمتها وكذلك أهم أنشطتها، فهي مواقع تعريفية فقط.

يجب أن تزداد عملية الارتقاء بمستوى التعليم يوماً بعد يوم، لتكون كالوقود الذي يبقي شمعة التفكير والعمل مضيئة باستمرار. و ترجمة هذا الارتقاء تتمثل في إنشاء مواقع إلكترونية للمدارس الحكومية تحمل في طياتها إمكانات تجعل من الطالب متواصلاً مع المنهج الدراسي ومع مدرسيه وكذلك مع أقرانه في أي مكان وأي وقت عبر إنشاء مساحات تفاعلية داخل الموقع لطلاب المدرسة، ووضع شرح وملخصات المواد الدراسية وكذلك تمارين وتدريبات تساعد الطلاب على فهم المواد بصورة واسعة، والتفكير في محتويات تجعل من الموقع الرابط الأساسي بين الطالب والمنزل والمدرسة بحيث يستطيع ولي الأمر على سبيل المثال متابعة ابنه في المدرسة من خلال الموقع وتتبع سجل حضوره وغيابه وأيضاً كشف درجاته.

ومن أجمل ما رأيته من خلال مروري بمواقع مدارس المملكة، مبادرة الطلاب بإنشاء مواقع خاصة بمدارسهم، ما يبشر بتسهيل عملية إنشاء المواقع والتعاون بين إدارات المدارس والطلاب أنفسهم، ليكون الموقع بسواعد طلابية وإشراف أكاديمي.

إن الحاجة إلى التطوير والإصلاح التربوي أصبحت أكثر إلحاحاً من ذي قبل، لكنها في الوقت نفسه أصبحت أكثر حاجة إلى التخطيط السليم المبني على التقويم الصحيح للواقع التعليمي، والتقييم الفعلي للمؤثرات المختلفة والشفافية التي تربط بينهما ولعل في مدارس المستقبل الأمل المنشود الذي أسعى إليه من خلال هذه الكلمات

العدد 1379 - الخميس 15 يونيو 2006م الموافق 18 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً