العدد 139 - الأربعاء 22 يناير 2003م الموافق 19 ذي القعدة 1423هـ

جمعية من لا برج لهم (أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين)

حظك يا مرزوق comments [at] alwasatnews.com

جمعية من لا برج لهم
أكبر جمعية سياسية غير سياسية في البحرين

في رسالة بعثها أحد المواطنين واستشهد فيها ببعض كتابات لأحد المساكين سائلا عمّا إذا كان هذا المسكين مؤهلا لدخول جمعية من لا برج لهم، فلربما استعاد أبراجه الماضية.

مرزوق راجع القصاصات المرفقة بالرسالة وإذا بها لمسكين من المساكين الذين يبكون ليل نهار حسرة وندامة على التوقف عن سياسات عنصرية ضد المواطنين. فالمسكين يبكي ويتحسر كل يوم على السماح لمن يحقد عليهم أن يعيشوا باطمئنان في بلادهم، ويطالب ويصر في مطالبه على اعتماد العنصرية مبدأ رسميا ضدهم.

غير أن مرزوق استغرب من طلب المواطن إلحاق هذا المسكين بجمعية من لا برج لهم. فالجمعية ليست دارا للمجانين. ثم أن جمعية من لا برج لهم هي جمعية لمن أكرمه الله وأعطاه إحساسا إنسانيا ينصر المظلوم من دون النظر إلى عوامل اخرى والعنصرية لا مكان لها في جمعية من لا برج لهم، وهي تضم كل الناس الذين يندبون حظهم، ولكن ندبهم لحظهم لم يوقفهم عن المشاركة بصورة ايجابية في بناء انفسهم ومجتمعهم. ثم اننا نعيش في يناير/كانون الاول وهناك من يدعو إلى اعتماد الخامس عشر من هذا الشهر يوما عالميا للدفاع عن المظلومين بسبب العنصرية. فهذا اليوم شهد ولادة الزعيم الاميركي الأسود مارتن لوثر كينغ، الذي نصر الاميركان السود الذين لم يكن لهم برج واستعبدوا شر استعباد. وبعد مقتل كينغ في العام 1968 اصبح رمزا لكل المطالبين بإنهاء العنصرية ومحاربة رموز الفساد العنصري.

وقبل ذلك نحن مسلمون وحرم علينا ديننا التفريق بين الناس على أساس اللون او العرق او اي شيء آخر قبل ان تحرم ذلك التشريعات الدولية في القرن العشرين.

على أن مرزوق راجع بعض ما كتب المسكين من كتابات عنصرية فوجد أن المسكين فاقد لكل شيء وعطف عليه وفهم المغزى الذي اراده المواطن الذي طلب دعوته إلى الانضمام إلى جمعية من لا برج لهم. ففي هذه الحال فإن «البرج» هو «العقل»، ومن لا برج له كما لا عقل له اذا تعلق الامر بالقضايا العنصرية. فالذين لا برج لهم وهم عنصريون هم أيضا لا عقل لهم. ولكن الذين لا عقل لهم لن تفيدهم جمعية من لا برج لهم بشيء لأنهم خارج إطار العقل الجمعي لأهل البحرين الذين يقفون مع بعضهم بعضا والذين لم يتأثروا بالدرجة التي ارادها بعض العنصريين لهم. فعلى رغم كل ما حدث في تاريخ البحرين، لن يجد المرء شعبا متقاربا ومسالما على رغم اختلاف مذاهبه وأفكاره مثل شعب البحرين.

وحتى الهنود الذين يبدو أنهم لا برج لهم خلال السنوات الماضية لاستخدامهم في اعمال رخيصة لمنافسة المواطن، كانوا في أيام العز (ايام تجارة اللؤلؤ) من اكثر الناس بروجا، وكانوا محبوبين من تجار البحرين، وكان التجار يتعاملون معهم من دون كتابة، (اي عقد تجاري بينهم)، وكانوا يأخذون من البحرينيين اللؤلؤ وغير اللؤلؤ ويذهبون إلى الهند ويعودون ولا يسرقون شيئا من البحرينيين. وهذه هي شيمة أهل البحرين الطيبين الذين أثروا وتأثروا بالعادات والاخلاق الحسنة.

ولذلك فإن وجود حالات هيستيرية هنا وهناك ليس له اثر كبير. ويقترح مرزوق تحويل هذا الطلب إلى جمعية رعاية ضحايا التعذيب لأن هناك ضحايا بسبب الظلم والاضطهاد وهناك ضحايا بسبب عدم وجود الظلم والاضطهاد، وهؤلاء يعذبون انفسهم، وهم بحاجة إلى رعاية من اللجنة المعنية بذلك

إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"

العدد 139 - الأربعاء 22 يناير 2003م الموافق 19 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً