العدد 1393 - الخميس 29 يونيو 2006م الموافق 02 جمادى الآخرة 1427هـ

خل صيفك ديجيتال!

حسين جمعة comments [at] alwasatnews.com

-

«علي، محمد، مريم وعفاف... غدا بإذن الله ستذهبون للمعهد لتعلم الكمبيوتر»... عبارة أطلقها أب لأبنائه وبناته يحثهم على تعلم الكمبيوتر، فمن المعروف أن معظم الأسر تحرص على تقديم المفيد الجديد خلال فترة الإجازة الصيفية.

بات من البديهي أهمية جهاز الكمبيوتر في حياتنا، بحيث لا يكاد يخلو مجال من المجالات أو الأنشطة التي يقوم بها الإنسان إلا وللكمبيوتر دور كبير فيه، فهو عنصر مهم في مجال الصناعة، والتجارة، والزراعة، والاتصال، والتعليم، والعلاج وتشخيص المرض، والارصاد، والفضاء، والتسلية والترفيه... وغيرها من المجالات.

ومن المؤكد أن الجميع يدرك هذه الأهمية حتى صار تعلم الكمبيوتر أمراً يؤمن به الجميع، فتراه في صور مختلفة، فهو موجود ضمن المناهج الدراسية، وفي المواد الاختيارية وكذلك في البرامج التلفزيونية والإذاعية، وبين طيات الصحف والمجلات، ولكن من الملفت أنه يزداد بريق تعلم الكمبيوتر في الإجازة الصيفية، فترى العمود الفقري للأنشطة في النوادي والمراكز الشبابية هو تعلم الكمبيوتر، كما أنه تتعمد الكثير من المؤسسات التعليمية والمعاهد إعداد دورات تعلم الكمبيوتر خصوصاً خلال فترات الاجازات.

وللكمبيوتر جاذبية خاصة في التعلم تختلف عن بقية المواد النظرية، فهو يجمع بين جميع الحواس تقريباً في التعلم ليشكل مادة تنشرح لها بعض النفوس، فترى البعض يتعلم برامج الكمبيوتر ذاتياً من خلال استفادته من الدروس الكثيرة المنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية أو من خلال الاستخدام الدائم للبرامج، وترى آخرين يبادرون إلى استغلال أوقات فراغهم في إنشاء وتصميم مواقع إلكترونية كهويات يبدأون بها طريق المستقبل.

كما أن الكثير من الشباب يستغل معرفته بالكمبيوتر بإقامة مشروعات صغيرة يستعين من خلالها على قوت يومه أو يستثمر طاقاته في انضمامه للعمل الجزئي في الشركات ومحلات الكمبيوتر.

هذه المظاهر التقنية في الإجازة الصيفية جعلت من الصيف بوابة للدخول إلى العالم الرقمي بأساليب مختلفة، ولكن من المؤسف استغلال هذا الموقف الإيجابي في مآرب أخرى عكسية، فترى بعض المعاهد يتعمد المماطلة في التعليم وتقديم مواد لا تغني ولا تسمن من جوع جرياً وراء الأرباح المادية، والغريب أن غالبية إعلانات مثل هذه المعاهد تحمل طموحات كبيرة في تعلم الكمبيوتر في الوقت الذي لا تقوم بتعليم سوى الحروف الأولى من اسم البرنامج!

ومع طلب الرقابة الدائمة لجودة التعليم في جميع المعاهد سواءً من الوزارات المعنية أو من خلال رقابة المجتمع عموماً، يتوجب علينا أيضاً رقابة نوعية المواد التعليمية واختيار المواد الموافقة لأهدافنا في تعلم الكمبيوتر، كما يتوجب علينا الاستفادة من دقائق الحياة لحين الدقات الأخيرة

العدد 1393 - الخميس 29 يونيو 2006م الموافق 02 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً