العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ

عودوا كما كنتم

خليل الأسود khalil.Alaswad [at] alwasatnews.com

انتقد مواطنون عراقيون أمس التهديدات التي أطلقها زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن أمس الأول ضد «الشيعة» واتهامه لهم بتصفية «السنة» واعتبروا أن هذه التصريحات تستهدف «تفتيت نسيج الشعب العراقي وإشاعة الفرقة بين أبنائه».

وكان بن لادن هدد في تسجيل منسوب إليه بث عبر محطات فضائية بألا تكون مدن الشيعة في العراق آمنة «إذا استمرت أعمال التصفية ضد السنة». وأكد هؤلاء المواطنون أن اتساع أعمال العنف في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين هو «نتيجة حتمية لفشل القوات الأميركية في حماية حدود العراق وأمنه الوطني واعتماد سياسات فاشلة لإدارة أمور البلاد تستند على الطائفية والعرقية». وأجمعوا على «أنهم شعب واحد وأن دعوات التفرقة بينهم ستفشل فشلا ذريعا». هذه التصريحات من قبل العراقيين بخصوص «الظلاميين» الذين يعيثون في بلدهم الفساد، تشعر المتابع للعراق بحال كنا نحسها في العهد البائد للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، إذ لم نكن نشعر أن العراقيين على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وأعراقهم مختلفون وإنما كنا نشعر دائماً بتوحدهم وذاك كان نابعاً من شعورهم بأنهم في خندق واحد، خندق الجور والظلم «الصدامي». وكان العراقيون يتمتعون بعادات سلوكية عامة خالية من أي نوع من التطرف والإحساس بالاختلاف، وهناك انصهار عائلي بين العراقيين يذيب حتى أي فكرة قد تظهر فيها «رائحة» مخالفة للعرف العام المتوحد. ولم يكن هناك من يعمل ليل نهار على تفريقهم، ولم تكن المصالح الطائفية والعرقية تحركهم. فما الذي تغير واستجد حتى نرى العراقيين أصبح الكثير منهم يفكر بشكل مصلحي وطائفي؟

لم يتغير شيء بل ازداد الوضع سوءاً على الأقل في السنوات الثلاث الماضية منذ احتلال العراق، ولكن تفتحت عيون العراقيين على المفاهيم الخاطئة التي لم تكن ظاهرة في ذلك الوقت، وأصبح كل منهم يسعى لمصلحة جماعته على رغم وجود من يؤمن بأن جميع العراقيين مازالوا في الخندق معاً مهما اختلفت الظروف، فالوطن للجميع ومازال الجميع يعاني المآسي نفسها، فلماذا يدمرون هم أنفسهم أيضاً بتفرقهم؟!

إنهم أعداء العراق من يقومون بذلك، وسينجحون إلا إذا عدتم كما كنتم

إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"

العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً