العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ

أبعد من أدب التطبيع!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

تتعامى عيون الإمبرياليين المتوحشين، ورؤساء الشركات وأرباب الأموال، الذين يحكمون أميركا، عن جرائم القتل والتصفيات الجسدية، وممارسة وسائل التعذيب، وجميع الجرائم الإرهابية، التي يرتكبها «الصهاينة» المحتلون لأرض فلسطين الحبيبة؛ فإن عيونهم تتفتق على آخرها ناظرة إلى جندي، حقير، أسير لدى الفصائل الفلسطينية. فيطالب رئيس «بلطجية» العالم بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف بقوله: «إن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي هو المفتاح لحل الأزمة في غزة». ويرفع مندوب أميركا لدى الأمم المتحدة جون بولتون عقيرته مطالباً سورية باعتقال رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل، وذلك في انحياز تام إلى الجانب الصهيوني. وبعد ذلك يعجب السيد «بوش» من أبناء العرب والمسلمين، ويعبر عن ذلك العجب بقوله: لماذا يكرهوننا؟!

إزاء الانحياز الأميركي للكيان الصهيوني، يبتلع زعماء العرب ألسنتهم، هذه المرة، حتى عن الصراخ والشجب والاستنكار، ويقف الواحد منهم متسلحاً بأدب القرود إزاء كلمات رئيس «بلطجية» العالم، وتصرفات الصهاينة في أرض فلسطين... لكن مهما يكن الأمر، فإن الخير في هذه الأمة، شاء «بوش» أم لم يشأ، أراد زعماء الورق، وأمراء الليالي الحمراء أم لم يريدوا ذلك. وسواء وقف الزعماء العرب مكتوفي الأيدي، ومرتعشي الأرجل لا تقوى قامتهم على الانتصاب أمام التعليمات الواردة من البيت الأبيض بالفاكس! أم قاموا بعمل غير ذلك... هذا أو ذاك، كيت أو كيت؛ فإن «الخير باق في أمتي إلى قيام الساعة». وكفى بنبينا (ص) هاديا وشهيدا.

«حماس» خلاصة الشعب الفلسطيني، وزبدة الأمة الإسلامية، وحارسة الثغر أمام الصهاينة. وستبقى كذلك، وستبقى عيون وقلوب الشعوب العربية والإسلامية نازحة ناحية خيارات «حماس» والشعب الفلسطيني، وسيذهب المتسلحون بأدب القرود إلى مزبلة التاريخ!

البعض ينزع إلى أبعد من أدب القرود، ففضلاً عن أن يكون مؤدباً، وذلك مراضاة لأميركا وللفوز بالزيارات التي تنظمها السفارات الأميركية لأبناء الشعوب العربية وغيرها؛ فإنه «يزمر» و«يطبل» ويرقص مهللاً بعدالة أميركا، واصفاً إياها وكأنها جنة الله على الأرض! ألم ير البعض مواقف أميركا تجاه قضايانا المصيرية؟! هذه أميركا التي يتم التغني بدستورها وأنها أم الديمقراطية، وأخت العدالة، وجارة الحرية، هذا هو موقفها من القضية الفلسطينية العادلة... إذاً، ماذا يقول اليوم المؤيدون لأميركا إزاء موقفها من قضيتنا المركزية؟! اعتقد أنه يكفي حدث «غزة» لإلقام هؤلاء حجراً!

وعلى رغم من أن دستور مملكة البحرين والميثاق ودستور ودستور تضمنت نصوصاً ترفع من شأن مواثيق «العروبة» والاعتزاز بها، وتعلي من شأن وشائج عرى الإسلام... إلا أن البعض لازال يصر على إهانة كل ما يمت للعروبة بصلة، أو يربطنا بالمسلمين! فأية مخالفة للدستور يرتكبها البعض؟ ثم ألا يجب أن تتصدى المنظمات الحقوقية وجمعية مقاومة التطبيع على الأخص إلى مثل تلك الأقلام؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1396 - الأحد 02 يوليو 2006م الموافق 05 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً