العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ

«لكمة» الموالي... هل تمحى؟

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

أي انشقاق أكبر قد يحدث تحت قبة مجلس النواب الذي تحول في لحظات إلى حلبة للمصارعة بالأيدي والألسن! أية مهزلة أكبر يمكن أن تحدث في عمر المجلس الذي أثبت ممثلوه بأنهم ليسوا على قلب واحد حتى في الأمور التي يمكن الاتفاق عليها لمصلحة المواطن.

ولعل الصحافة التي استغل بعضها الموقف لتسويق فكرة معينة وجد فيما حدث فرصة مؤاتية لخدمة أغراض لا تمت إلى مصلحة الوطن لا من قريب ولا من بعيد. نحن لا نقول إنه يمنع التركيز على الموقف الذي أدى إلى نشوب الخلاف، ولكن أية حرفية صحافية في استغلال الموقف وتوجيهه نحو وجهة تخدم أغراضا طائفية بحتة!

وقد يسأل سائل عن حقيقة ما حدث، أو بصورة أدق عن الأسباب التي أدت إلى حدوث مثل هذه المهزلة تحت قبة البرلمان؟ وقد يلقي بعض من الناس اللائمة على المعارضة التي أحجمت عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية ما أدى إلى وصول بعض الشخصيات التي لا تتمتع بأية كفاءة ولا تصلح للمقعد النيابي الذي حصلت عليه بطريقة سهلة. فيما يرى آخرون أن هناك تيارات خارجية تؤثر في عمل المجلس وتوجه نوابا إلى طريق معين، وهذا مرجح إذا ما أخذنا في الاعتبار التجارب التي مر بها المجلس والمناقشات والقوانين التي طرحت بين يدي النواب.

وبعيداً عن كل ذلك، نتمنى أن لا تتحول لكمة الموالي على وجه خالد إلى غرض سياسي يستغل لتحقيق أهداف طائفية، فالساحة لا تتحمل أي إرباك طائفي يؤجج الوضع، وعلى الساسة وقادة الرأي أن يحتووا الموقف بسرعة قبل أن يسكب الزيت على النار. طبعاً إننا لا نقول إن ما حدث في المجلس هو عمل مفتعل، فمن يرضى بأن يتلقى لكمة قوية على رؤوس الأشهاد، ومن يرضى أن يرى نفسه المذنب في الصحافة ليتحول إلى حديث الساعة وتوجه إليه أصابع الاتهام، وتلقى عليه الملامة واللائمة.

كم هو غريب أمر نوابنا الأفاضل، فبعد تجربة برلمانية أرهقتها القيود وأرهقتها الفرقة بين النواب، هاهم يحتوون الموقف بتفجير ما كان مكنونا في أنفسهم على الملأ وكأنهم أرادوا أن يقولوا للناس في نهاية مطافهم «نحن لسنا متفقين»، وإن كان الناس يعلمون علم اليقين بأن المجلس الحالي هو عبارة عن فرق، كل فرقة تغني على ليلاها، مع بعض التحفظ للنواب الذين أثبتوا جدارتهم وهم ليسوا محلا للشبهات أبدا.

ومهما فعلنا وقلنا، سيظل حديث خالد حاضرا في أذهان الناس حتى يلعب الزمن لعبته ويمحي الذكريات، وستظل لكمة الموالي شاهدا على وجه خالد حتى يمحوها الزمن من الوجه ومن الذاكرة

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1397 - الإثنين 03 يوليو 2006م الموافق 06 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً