العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ

أين ألقت الانشقاقات بالمجالس البلدية؟

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

قد يرى بعض المراقبين للساحة البلدية أن المجالس استطاعت من خلال انسجام أعضائها تحقيق الكثير من الإنجازات على رغم القيود الثقيلة التي تحيط برقاب البلديين من قانون «مريض» ومن إحجام واضح من قبل بعض الوزارات الحكومية. وإذا ما أخذنا في الاعتبار ما حققته بعض المجالس فإن هذه النظرة ربما تكون صحيحة إلى حد بعيد، ولكن هناك مجالس بلدية لم تحقق أي إنجاز يمكن أن يشفع لها، أو لنقل إنها حققت اليسير اليسير من خلال التوسط في إصلاح «بالوعة» أو تعبيد طريق!

السؤال الذي يطرح بقوة هنا هو؛ ما سبب إخفاق بعض المجالس؟ ولعل الإجابة على هذا التساؤل واضحة لمن يعرف المجالس البلدية حقيقة المعرفة، فالانشقاق الواضح في بعضها سبب رئيس للإخفاق الذي خلفته في تجربتها خلال أربع سنوات عجاف. فهناك بعض المجالس التي لايزال أعضاؤها يتصارعون على كرسي الرئاسة ويمنون النفس بانتهاز أي فرصة للإطاحة بالرئيس سواء كان ذلك من مصلحة المجلس أو لا، ولذلك فإن معظم وقت الجلسات يذهب في أحاديث جانبية بين الرئيس ونائبه أو غيرهما لا تمت إلى الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال لا من قريب ولا من بعيد! ولذلك نرى الطابع الفردي يغلب على أداء كثير من الأعضاء الذين يفضلون العمل بالتنقل بين وزارة وأخرى، بدل العمل بشكل جماعي ما أدى إلى تشتت الأعضاء وانقسامهم فيما بينهم، فهم يجتمعون معاً ويضحكون معاً وخصوصاً أمام الصحافة تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى!

وبما أن الدور الرابع من عمر المجالس البلدية قد انتهى، على بعض الأعضاء أن يعيدوا الحسابات إذا ما قرروا الترشح مرة أخرى، فوجود بعض الشخصيات التي لا تعرف عن العمل البلدي إلا «البواليع» أرهق جهود بعض الأعضاء... إن ما نرمي إليه هو أننا بحاجة إلى أعضاء متخصصين في بعض المجالات التي ترتبط بعمل المجالس البلدية ارتباطاً مباشراً، ولسنا بحاجة إلى أعضاء لا يعرفون على ماذا يصوتون ويقضون أوقات الجلسات بالضحك والهرج والمرج. والشيء بالشيء يذكر، فأنا شخصياً حضرت بعض جلسات المجالس في الماضي، وكان بعض الأعضاء يمازحون الصحافيين في الجلسة ويضحكون على الرئيس، وحين سألناهم عن سبب ذلك أجابوا «ما فائدة هذه الجلسات، كل ما فعلناه هو زراعة أشجار في الشوارع والناس تنقم علينا، كلها شهور وكل واحد يروح لحال سبيله»!

إن كل ما تعاني منه المجالس البلدية من إخفاقات جاء بسبب الانشقاق بين أعضائها الذي يغني كل واحد منهم أغنيته الخاصة على ليلى، وكما يقال «يد وحدة ما تصفق» وهو ما حدث في غالبية المجالس البلدية

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1400 - الخميس 06 يوليو 2006م الموافق 09 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً