العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ

وزراء خارجية العرب في بيروت

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

إذا لم يحدث طارئ سيجتمع وزراء الخارجية العرب في بيروت في نوع من التحدي وإفهام الرأي العام بأن لبنان ليس وحده تحت القنابل. هذا أمر جيد، ونحن نريد ألا نترك لبنان وحده تحت النار والخوف، لكن لم يسأل أحد: ماذا ستتمخض عن اجتماعات وزراء خارجية العرب الذين ليس لهم حول ولا قوة. فوزراء الخارجية العرب سيجتمعون ونحن نعرف سلفاً ان ليس بوسعهم فعل أي شيء، وهذا أمر بين لأن من يأتي إلى بيروت سوف لن يفعل شيئا يمكن أن يعكر مزاج «إسرائيل».

المنطق يقول ذلك، لأن الوزراء سيرجعون إلى ديارهم بموافقة اسرائيلية، لأن سماء بيروت ومياهها وحدودها أصبحت في متناول «إسرائيل»، ومن يريد عبور الحدود من دون أن يخبر «إسرائيل» سيقتل في القصف بعد أن تم تدمير كل الطرقات. والملفت ان مشروع القرار الفرنسي الأميركي تم التصويت عليه في اليوم نفسه من قبل أعضاء مجلس الأمن، وهو قرار لم يحظ برضا اللبنانيين، وثمة ثغرات عدة ظهرت على السطح في القراءة اللبنانية الأولية للمشروع، لأنه في أضعف الإيمان قرار لا يلزم «إسرائيل» بسحب قواتها من الأراضي اللبنانية، كما انه لا ينسجم مع نقاط الحكومة اللبنانية السبع التي تبلورت في مؤتمر روما.

إن اجتماعا وزاريا وآخر أمميا عن مشروع القرار الفرنسي الأميركي يعقدان تحت أزيز الرصاص وهدير الطائرات، ويبدو ان لبنان سوف لن يجني شيئا من وراء الاجتماعين، مع انه بحاجة إلى وقف الدمار والنزوح والقتل. في كل الأحوال ان التقاء العرب أمر جميل، وربما تحصل المعجزة ويخرج العرب هذه المرة بموقف عربي موحد وينبذوا كل الخلافات ويتجاوزوا المهاترات، لكن من غير المتوقع أن يبلغ العرب هذا الهدف، وبالتالي سيتحمل لبنان وحده العذاب والقتل. وهذا الرأي يستند إلى تاريخ الاجتماعات العربية، ومواقف الدول العربية أصبحت واضحة، وموقفهم يسوده عدم الوفاق والاتفاق، ولو كان غير ذلك لاستطاعوا أن يحققوا شيئا من طموحاتهم.

المتوقع من اجتماع بيروت، أن يتفق العرب على أمور كثيرة، لكنها لا تعكر صفو علاقاتهم الدولية، من قبيل الدعم المادي واللوجستي المدني وإرسال أطباء، مع ان منظمة أطباء بلا حدود سبقتهم إلى هذا الميدان، متحدية الحرب. وكل هذه الأمور ستكون بالاتفاق مع «إسرائيل»، من أجل أن تفتح «إسرائيل» لهم الطرق، جوية أو برية أو بحرية.

بقي القول وبعيدا عن أي موقف مسبق، ان أمام وزراء الخارجية العرب أموراً كثيرة لا تحتمل التأخير والخلافات، والمطلوب من كل دولة استثمار علاقاتها الدولية لوقف الحرب على لبنان، ووقف الموت المحدق بكل لبنان، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 1432 - الإثنين 07 أغسطس 2006م الموافق 12 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً