العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ

رحلة معاناة اسمها: «النسائي البحريني»

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

المتابع إلى قصة الاتحاد النسائي وبداياتها سيجد أنها مرت بمراحل كثيرة ومعقدة، ورحلة معاناة حقيقية جعلته يتأرجح بين خيارين، فما كان أمامه إلا أن يختار بين المتابعة وتحدي العراقيل التي مر بها، أو التراجع ونسيان كيانه الذي وجد الآن، كما حدث مع الاتحاد الطلابي، المشروع الذي لم ير النور.

وعلى رغم أن مشروع الاتحادين بدآ في سنة واحدة فإن النساء أثبتن أنهن قادرات على صنع التاريخ، على رغم أننا كنا ومازلنا ننتظر صنع المعجزات من الشباب الذين يضمون إناثا وذكورا، لا من غيرهم.

مشروع الاتحاد النسائي الذي بدأ منذ العام 2001 وحتى العام الجاري كان في مخاضات ولادة عسيرة، ولم يأت 28 فبراير/ شباط 2006 إلا وأشهر الاتحاد «قضائيا» بحكم محكمة، وتزامن ذلك مع الفترة التي تحتفل فيها نساء العالم بيوم المرأة العالمي الذي يصادف الثالث من مارس/ آذار من كل عام، فكان عرسا بحرينيا حقيقيا للنساء اللاتي ينتظرن إشهار عمرهن الذي مضى!

وتفاجأ الاتحاد بأنه أشهر قضائيا فقط، لتظهر قصة جديدة له مع وزارة التنمية الاجتماعية التي لا تختص بالاشتغال بالسياسة (...)، إلى أن أشهرت وزيرة «التنمية» فاطمة البلوشي قبل 10 أيام الاتحاد ونشر قرارها في «الجريدة الرسمية»، لنجد أن المعاناة الحقيقية للاتحاد انتهت بعد مضي نحو 6 أشهر، المدة التي فصلت بين «الاشهارين».

ولأن الاتحاد النسائي كافح كثيرا فلا يجب عليه أن يتهاون لحظة في أن يضيع تلك التضحيات وصبره الطويل مع الحكومة بأن يتهاون في مواصلة مشواره الذي من المزمع أن يبدأ مع عقد المؤتمر العام في سبتمبر/ أيلول المقبل، وخصوصاً أن الكثيرين يرون أن النساء يتراجعن، بل ويصبن بالتهاون والكسل والخمول أثناء أدائهن واجباتهن، وإذ إن الاتحاد يعتبر أهم منجزاتنا حتى الآن، فلا يجب على عضواته أن يصبن بذلك أبدا.

لذلك نأمل ألا تتأثر عضوات الاتحاد النسائي بعد مشوار نضالهن الطويل بالانشغال بأمور مختلفة قد يلف بعضها الغموض كموضوع الرئاسة، والاختلاف على ما يمكن أن يعوق تحركاتهن، وخصوصا أنهن يتأخرن قليلا في اجتماعاتهن وبحاجة إلى دافع أقوى، ولكن ما هو الدافع الأكثر من نيلهن الإشهار؟

وهنا يتبادر إلى أذهان البعض سؤال عن اللاتي استطعن الصمود ومتابعة إشهار أول اتحاد نسائي في البحرين بعد تعثر لجانه السابقة والتي بدأت منذ السبعينات، ألا يستطعن المشاركة في الحياة السياسية والترشح لدخول البرلمان أو المجالس البلدية المقبلة؟

وعلى رغم كل ذلك فإن الكثير من المهتمين بالمرأة وشئونها متفائلون من النساء اللائي يقدن الاتحاد، والجميع في انتظار الوصول إلى تحقيق أشياء جديدة على الساحة النسائية، بعيدا عن التصفيق والندوات القاتلة وحفلات التكريم، التي لا تمثل الكثير، والجميع في انتظار صوغ قوانين للمطالبة بالحقوق ومن ثم عقد مؤتمرات بحرينية وإقليمية.

الجميع في المجتمع البحريني متفائلون، ويعيشون «الانتظار» لما سيقدمه «التكتل النسائي البحريني» الكبير بمشروعاته، وما يمكن تقديمه، حتى أن الرجال يقفون مهنئين النساء على الاتحاد. نساء البحرين في محك تاريخي والأيام المقبلة تحمل الكثير، فالاتحاد النسائي سيكون بوصلة لنجاح المرأة في عدة فعاليات سياسية وطنية أخرى ليس آخرها البرلمان

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 1437 - السبت 12 أغسطس 2006م الموافق 17 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً