العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ

لا تبيعوا نصر المقاومة إلى «إسرائيل»

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

من حق حزب الله ان يحتفل بانتصاره على اقوى دولة في المنطقة، ورابع أو خامس اقوى جيش في العالم استخدم الجيل الرابع من الأسلحة ضد مقاتلي المقاومة اللبنانية الذين مازالوا يستخدمون الجيل الثاني أو أقل من الأسلحة.

من حق حزب الله ان يدافع عن سلاحه ما دامت «إسرائيل» (الجريحة) تحاول ان تمني النفس بتحقيق ادنى انتصار على مقاتلي المقاومة لتحفظ ماء وجهها امام شعبها وشعوب العالم والمنطقة، وخصوصاً أنها مازالت ترفض تطبيق القرار الدولي ذي الرقم 1701 في رفع الحصار الجوي والبري والبحري على لبنان، وتعلن انها ستستمر في استهداف قادة المقاومة اللبنانية.

وأيضاً من حق حزب الله ان يحتفظ بسلاحه ما دامت أميركا ومعظم العالم الغربي يعتبر «إسرائيل» دائماً على حق وحزب الله منظمة ارهابية يجب اجتثاثها، وما دام الجيش البناني غير قادر حتى الآن باسلحته القديمة وعديد قواته ان يجابه خمسة في المئة من قدرة القوات الإسرائيلية اذا تعرض لبنان لعدوان آخر.

كما من حق حزب الله ان يدافع عن سلاحه ما دامت «إسرائيل» تحتل جنوب لبنان وتصر على عدم إعادة مزارع شبعا الى الحكومة اللبنانية، وترفض اطلاق سراح الاسرى اللبنانيين، ولم توافق حتى الآن على رغم مرور ست سنوات على خروجها من لبنان ان تقدم خرائط الالغام المزروعة في الاراضي اللبنانية التي يروح ضحيتها عشرات اللبنانيين سنويا.ومن حق حزب الله ان يدافع عن سلاحه (سلاح النصر) امام كيان لا يحترم الا الاقوياء، فلو كان حزب الله منهزما في حربه الأخيرة لما تسابق الإسرائيليون للخروج من الجنوب.

في خطابه امس كان امين عام حزب الله السيدحسن نصرالله محقا في الدفاع عن سلاح المقاومة لان هذا السلاح هو الوحيد الذي يمكن ان يدافع عن لبنان اذا فكرت «إسرائيل» بشن عدوان جديد يبدو من التصريحات الإسرائيلية الاخيرة انه لن يكون بعيدا، ومن الواضح ان حزب الله بدا مستعدا له كما كان واضحا في خطبة امينه العام. فالوعد الذي اطلقه نصرالله للنازحين يحمل الكثير من الدلالات، واذا ما تجاوزنا الحديث عن وفاء المقاومة لاهل لبنان، فإن إعادة اعمار الجنوب ومساعدة النازحين قد يحمل معه أيضا رسالة لتهيئة الوضع النفسي لعدوان آخر قد تفكر به «إسرائيل» في المستقبل، وخصوصاً أن جرحها من معركتها الخاسرة مازال ينزف.

نعم، من حق حزب الله الاحتفاظ بسلاحه وان يستعد بكل الوسائل لاي عدوان جديد، وبدلا من ان يستعجل بعض السياسيين الضغط على المقاومة لتسليم سلاحها عليهم أولاً ان يوحدوا صفوفهم ضد من اعتدى على بلدهم وقتل اولادهم ودمر قراهم، لا ان يبيعوا سلاح حزب الله المنتصر لمن سيتحين الفرص لشن عدوان جديد، فلولا هذا السلاح لكان أولمرت يتجول الآن في احياء بيروت، لا يحاول الآن ان يبرر اول هزيمة قاسية لـ «إسرائيل» منذ وجودها وحتى الآن

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1439 - الإثنين 14 أغسطس 2006م الموافق 19 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً