العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ

«الجواسيس» أكثر من المتظاهرين في المحرق!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

لم يشفع للمتظاهرين حملهم صور القيادة السياسية ولافتات تؤكد الولاء المطلق والتام للقيادة السياسية، لم يشفع لهم ذلك عند وزارة الداخلية التي بعثت بجواسيس وعسس لا قبل لمسيرة صغيرة بهم، بل إن مطالبهم المتمثلة في توفير مساكن للقاطنين في الشقق لمدد تتراوح بين خمسة عشر عاماً وعشرة أعوام، هي مسيرة سلمية تحمل مطالب عادلة لا يشك في عدالتها عاقل. لماذا الخوف من المحرق؟! ألم يخطموا «الجارح الحمامي» بأضعف ريشة في جناحه، كما يقول المناضل عبدالله المطيويع.

بعد الانفراج السياسي في البحرين، ملأ الجواسيس كل ندوة ومجلس ومظاهرة ومسيرة واعتصام...إلخ، منهم فرقة «حسب الله» في مجالس المسئولين، وبعض الكتبة في الصحافة، والذين يكتبون بالريموت كونترول، وبعضهم الآخر يكتب له، وليس لهم في المقال من نصيب سوى وضع اسمه وفي بعض الأحيان صورته، بحسب رأي ولي أمره... ومنهم من يفتل عضلاته الطائفية ليلاً في المجالس، ويستعرض مفردات الوحدة الوطنية نهاراً!

الجواسيس، بعضهم يحمل مراتب عليا، وشهادات أكاديمية، وتسبغ عليهم بعض الصحف ألقاباً ومسميات كالناشط الاجتماعي والسياسي والخرافي والنشط ميدانياً والفطحل اجتماعياً والمختل عقلياً والخبير جغرافياً... إلخ من ألقاب. والبعض الآخر ليس له نصيب إلا في «الحش كالنسوان» في خلق الله، لا يراعي إلا ولا ذمة في أحد، ولا يراعي لحية هو مطلقها، ولا يراعي جمعية إسلامية يكون عضواً إدارياً فيها. والبعض يحمل مشروعات السلطة بين أضلاعه ولما تواجهه ببعض تصرفاته تحمر عينه و«يطلع فيها أبوعنتر».

اساليب المخابرات تطورت مع التطور التكنولوجي، فمن فتح الهواتف النقالة للتجسس على المجالس والاجتماعات الأهلية لصالح أسيادهم، إلى تشجيع الخلخلة بين الصفوف الوطنية، ومحاولات إفشال أية خطوات فيها تقريب بين أبناء الوطن.

على الوطنيين الحذر كل الحذر، وعليهم الالتفات إلى أن هؤلاء الجواسيس قد يتبنوا بعض القضايا الوطنية إلا أن ذلك لا يعني وطنيتهم بقدر استخدامهم ذلك للتمويه على الدور القميء المتمرغ في وحل الجاسوسية.

«عطني إذنك»...

اجتماعات مجالس المحرق، والتي سينبثق عنها بإذن الله كيان قوي يعتمد الكفاءة والمعرفة والدراية لخدمة جزيرة المحرق والبحرين بشكل عام، وذلك عوضاً عن الجمعيات التي لم ينفك دورها عن التبصيم العمياني على كل شيء تريده الحكومة؛ وإلا أئتوني بموقف واحد معارض من قبل الجمعيات السياسية التي سيطرت على المسرح البرلماني طيلة فصله التشريعي؟!

إذاً هي جمعيات لا تتمايز مع الحكومة في شيء، فعلى ماذا ينتخبكم الناس؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1447 - الثلثاء 22 أغسطس 2006م الموافق 27 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً