العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ

نكتة فتاوى إيران الانتخابية

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

تثار حالياً قضية الانتخابات وتثار معها المخاوف التي يبديها بعض السياسيين من احتمال حدوث تلاعب في النتائج، وتأتي مع ذلك مسألة التصويت الإلكتروني وتوزيع الدوائر الانتخابية، وغيرها من القضايا الجدلية.

وفي خضم ذلك كله، تسعى جهات - وكأني بها مدعومة وموجهة - إلى إذكاء النيران من خلال طرح طائفي وعنصري بحت، وها هي اليوم تتطرق إلى نكتة جديدة قديمة، وهي حصول بعض المرشحين في القرى والمدن على فتاوى من إيران والعراق تجوز الحصول على أصوات الناس والعمل على دفعهم نحو مرشح من دون آخر!

أولاً وقبل كل شيء، هل تعلم هذه الجهات التي طرحت هذا الموضوع أنها تهزأ بمعتقدات فئة من أهم فئات التركيبة البحرينية، فهل المراجع التي تعدها هذه الفئة المنهل للحصول على الفتاوى من السذاجة بمكان لكي تخول نفسها استصدار فتاوى من هذا النوع، أو التدخل في الشئون الداخلية لبعض البلدان؟

أو لم تسأل هذه المصادر نفسها بأن الحصول على وثيقة فتوى أو ورقة مزورة أمر يسير جدا، فإذا وجد أحد الصحافيين ورقة مزورة تنسب إلى العالم الفلاني، فهل يعني ذلك أن المرشحين برمتهم محتالون يسرقون أصوات الناس عبر لعبة مكشوفة؟

ثم لماذا لم تتعب هذه المصادر نفسها قليلا وتتحدث عن إشكال التجنيس المبرمج لضرب بعض لقوائم الانتخابية، فها هي أبواب إدارة الهجرة والجوازات تغص بالآسيويين الذين أدرجت أسماؤهم في قوائم البحرينيين الجدد بل ونقول ربما أدرجت أسماؤهم تحت قوائم انتخاب المرشحين الذين تطمح السلطة في إيصالهم إلى كراسي البرلمان.

لدينا اليوم نكتة فتاوى إيران والعراق الانتخابية، ولا ندري ما الذي سيقال غدا وبعد غد، ربما سيقال عن فتاوى من مصر والمملكة العربية السعودية، وربما يقال عن أكثر من ذلك بكثير... ولعل الانتظار هو ما يجعل من بعض المغرضين والباحثين عن الفتنة أحد أهم المصادر للنكات والمعلومات المشبوهة التي غالبا ما تجد لها جمهورا كبيرا في البداية وسرعان ما يتخلى عنها الجمهور نفسه، فلا يمكن أن تبقى الحقيقة مخفية طويلا، فبائع الفحم لا يمكن أن يقول إنه عطار!

هناك من يتصيد في الماء العكر ويبحث عن أي ثغرة ليوقع الفتنة ويشعل الحقد والضغينة بين طوائف المجتمع ومؤسساته، وأولئك لا هدف لهم سوى أن يحصلوا على بعض الفتات من هنا وهناك، وهم من دون أدنى شك أغراض وآلات تتحرك كيفما أراد راعيها، ولكن مجتمع البحرين أكبر بكثير من أن يتأثر بترهات وأقاويل لا قاعدة ولا صحة لها... وحتى يأتي وقت الانتخابات المجهولة ننتظر ونقرأ ونسمع مزيدا من النكات ولكل حادث حديث طويل

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً