العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ

ما الذي أعده «مجلس المرأة»؟

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

توقعت أن أجد الكثير من الشخصيات المهمة والنشطة في المجال النسائي تبارك وتهنئ، بل وتحتفل مع المجلس الأعلى للمرأة بعيد ميلاده الخامس الذي أكمله يوم الثلثاء الماضي، إلا أنني لم أجد ترحيبا من قبل الكثير منهن للمشاركة في ذلك.

وفي الوقت الذي يحتفل فيه «الأعلى للمرأة» بهذه المناسبة، نجد أن بعض الشخصيات النسوية - التي من حقها أن تشاركه احتفالاته من خلال تعبيرها عن مشاعرها تجاه هذا الكيان الذي وجد لأجلها - تمتنع عن ذلك للصحافة، ولـ «الوسط» تحديدا وبكل صراحة. والامتناع عن إبداء الرأي في أي مكان وأي زمان لمن نحب أو نكره لا يأتي من فراغ، وخصوصا إذا ما كانت تربط الطرفين علاقة ما. ويقال: إذا عرف السبب بطل العجب، إلا أننا حتى الآن لا نعرف الأسباب التي منعت الشخصيات التي تحدثتُ معها من إبداء آرائها عن «الأعلى للمرأة» وانجازاته طوال هذه السنوات، التي مرت من دون أن نشعر بها.

وشخصياً أرى أن السبب الرئيسي الذي يجعل الكثير من النساء يمتنعن عن إبداء آرائهن في الموضوع هو فهمهن للموضوع وكأنه تقييم لأداء المجلس الأعلى للمرأة، إذ إن المجلس يقيم أداءه بشكل دوري كما هو واضح لكل ذي عينين.

في حين أن البعض يتساءل وبكل وضوح: من الذي يحق له أن يقيم أداء الآخر؟ هل المجلس الأعلى للمرأة هو الذي يقيم أداء تلك الشخصيات التي أكثرها تعتبر عضوات في الجمعيات النسائية أم العكس؟ فلا يجدون جوابا منذ البداية.

ولو تمعنا قليلا في السؤال فسنجد أن كائنا حديث الولادة لابد أنه سيدخل في الساحة وهو «الاتحاد النسائي» الذي لم يمر وقت طويل على إشهاره، وخصوصا أن الشخصيات النشطة التي لها اهتمامات «نسوية» في انتظار ما سيقدمه الاتحاد، على اعتبار أنه سيمثل المرأة في المجتمع الأهلي، في ظل يقينهن بأن المجلس الأعلى للمرأة يمثل جهة رسمية، الفكرة التي لن تتغير وستظل راسخة في العقول مهما قدم المجلس. لا أتذكر أننا في البحرين تعلمنا يوما كيف نقيم أداء غيرنا أو حتى أداء أنفسنا، فكل ما تعلمناه هو أن ننتقد الآخرين، نقدا هداما وليس بناء! حتى من دون أن نعرف الأسباب. والغريب في الموضوع أنه حتى بعض النساء اللائي استفدن مما قدمته الجهة الرسمية لهن (وتحديدا المترشحات للانتخابات المقبلة) رفضن الحديث في الموضوع، الأمر الذي يلفت إلى أنهن «قد» يخفين في داخلهن عكس ما يبدينه، وخصوصاً أنهن يعشن «أمل» الحصول على الدعم المادي من «الأعلى للمرأة» بعد حصولهن على الدعم المعنوي والفني ضمن برنامج «التمكين السياسي» للمترشحات.

وإذا كانت هذه بداية للكثير من الشخصيات اللائي «قد» يترشحن للانتخابات النيابية أو حتى البلدية المقبلة فعلى مجالسنا السلام، إذ إنه من الواضح أنهن يرفضن النجاح منذ بداية المشوار!

وبالنسبة لي فأنا لست هنا لأتحدث عن انجازات «الأعلى للمرأة» فقد يكون أعطى الكثير لشخصيات مختلفة، نشطة وعادية، في حين قد يراه البعض لم يقدم شيئا لخدمة المرأة البحرينية عموما، في الوقت الذي لاتزال تتساءل الكثير من النساء غير المرتبطات بالحياة الاجتماعية والأهلية والجمعيات الخيرية أو الثقافية عن نشأة المجلس، وأهم أهدافه، وانجازاته.

وأنا شخصيا لم استبعد ذلك بل توقعته، وأرى أنه من الطبيعي أن تصل نسبة هؤلاء النساء أو تتجاوز الـ 45 في المئة، وخصوصا أنهن غير مرتبطات أو لا يمتلكن علاقة مع المجتمعات الأهلية والجمعيات النسائية التي بالتأكيد أعطت عضواتها فكرة مبسطة عن «المجلس» يوما ما.

أما السؤال الحقيقي الذي أود أن أشير إليه فهو: ما الذي سيركز عليه المجلس الأعلى للمرأة في خطته المقبلة في ظل وجود الاتحاد النسائي، وبعد مرور خمسة أعوام على وجوده في الساحة النسائية، وخصوصا للمرأة البحرينية البسيطة التي دائما وأبدا تعيش الانتظار؟ هل سيكون نصيبها تقريراً مطولاً لم تستفد منه شيئاً، أم خطوات فعلية؟ فلننتظر ونرَ

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 1451 - السبت 26 أغسطس 2006م الموافق 01 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً