لفتت أنظاري حديثاً ثلاثة عناوين عريضة تناولتها الصفحات الأولى من الصحف المحلية عبارة عن مشروعات تتعلق بالجانب التقني تتمثل في تدشين البوابة الالكترونية لنظم المعلومات الجغرافية والخاصة بإدارة البنية التحتية للمملكة ومشروع آخر عبارة عن تدشين صفحة إلكترونية لمدارس المستقبل وثالث يتمثل في التحول إلى الصف الإلكتروني.

الأجمل في هذه المشروعات أن تأخذ طابع التكامل فيما بينها فعندما تتجه البحرين إلى تطور جغرافي تكنولوجي سابقة دول الشرق الأوسط ومنافسة دول العالم فإنها في الوقت ذاته حرصت على التهيئة النفسية لمواطني البحرين من خلال التقدم في مشروعات تكنولوجيا التعليم والتي تمثلت في مشروع التحول إلى الصف الإلكتروني الذي يهدف إلى مسايرة العصر التكنولوجي في تقديم المعلومة للفئة الطلابية الفئة التي يعتمد عليها مستقبل الغد، وكذلك الصفحة الإلكترونية لمدارس المستقبل التي يتجلى فيها الجانب الاجتماعي التقني في التعليم حيث التواصل بين المحاور الرئيسية للمجتمع، الطلاب والمدرسون وأولياء الأمور ما يشكل استثماراً حقيقياً للتعليم المتقدم.

هذا التكامل يخلق قاعدة اجتماعية صلبة وتحدياً حقيقياً لمواجهة التقدم التكنولوجي ولكن الأهم أن تكون خطواتنا منافسة لعقارب الساعة بحيث لا نسير بخطوات سلحفائية عند تنفيذ مثل هذه المشروعات وكذلك يجب أن تكون جل مشروعاتنا التكنولوجية ذوات محتوى زاخر بالمعلومة وغني بالفائدة.

فعلاً، لقد أصبح من الضروري السير في القطار التكنولوجي من أجل تطوير كل مجالات الحياة التي نعمل بها، ولكن قبل كل شيء يجب أن نعي أن التطور التكنولوجي ليس مجرد مفهوم علمي يتكون من رقمين واحد وصفر بل هو مفهوم اجتماعي وفكري ذا تأثير كبير على علاقاتنا الاجتماعية وثقافتنا وبيئتنا وعلينا قبل أن نقدم أي مشروع في الجانب التقني أن نراعي التهيئة الاجتماعية لمثل هذا المشروع الذي نود القيام به بجميع أبعادها سواءً أكانت النظرية في تعريف المجتمع بالمشروع وأهميته أم العملية في طرق التعامل معه أم شرح الحاجات الأساسية إلى التفاعل معه، وإلى مزيد من التطورات التقنية التي تجعل مملكتنا في مصاف الدول المتقدمة.

كمبيونت