العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ

إصرار الشعوب على استرجاع الحقوق (2 - 2)

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تحدثت في المقال السابق عن مقدرة يهود العالم على تنظيم خلاياهم، وتحرك اللوبي الصهيوني لتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم في حكم النازية، وكيف تمكنوا بالبكاء والعويل من إنشاء دولة صهيونية وحيدة في قلب فلسطين وبالاغتصاب المُدبّر، وكيف تمكنوا من أن يحصلوا على التعويض المادي - من خلال الضغوط على الغرب وأميركا - للمتضررين في تلك الحقبة من القرن الماضي... على شكل دفعات مالية ورواتب منظمة لأقارب المتضررين!

أما نحن العرب وبالعدد الجبار (332 مليون عربي في 22 دولة عربية) وعلى رغم انتشارنا في كل أنحاء العالم، وكل ثرواتنا النفطية بتنا إلى الآن وبعد مرور ما يزيد على نصف قرن لم نتمكن من تعويض فلسطيني واحد عن أية أضرار، سواء مادية أو بشرية، على رغم سلب ديارهم وبيوتهم، وهنالك من لديهم شهادات ثبوتية عن بيوتهم التي طردوهم منها (اليهود)، حين جاءوا لسلب فلسطين.

هذا، فضلاً عن الاعتداءات الوحشية الرهيبة وقتل المئات وتشريدهم من قراهم وأخذ بيوتهم (كمجازر دير ياسين وبحر البقر، وقانا... إلخ)، كل هذه الاعتداءات ولم تتكون لجنة واحدة عربية أو عالمية كي ترفع خطاباً عالمياً للمطالبة بتعويض هؤلاء المتضررين عن سكناهم والأهم شهداؤهم، وبقوا فقراء في بلداهم!

دائماً - نحن العرب - حقوقنا ضائعة، ولا تصل أصواتنا إلى أية أماكن دولية كي تتواصل فيها التحقيقات والتعويضات، أو على الأقل منعها من التكرار وبذلك يتسلسل الهجوم والتكسير على ديارنا العربية... يدخلون لبنان ويدمرونه من دون موقف حقيقي عبر ضغوط عربية ودولية لمطالبة «إسرائيل» بالتعويض.

اي، نعم. يسهل الاعتداء ويتكرر حينما لا يكون هنالك مدافع أو مطالب بالحقوق، والعدو في مأمن يفعل ما يريده ويقلع... علّنا نتعلم الدرس، متى ندرك الفرق؟ اليهود تتناقص أعدادهم بنسبة خمسين ألفاً في العام الواحد (لعدم توالدهم)، أما العرب فيزداد عددهم 2,5 في المئة كل عام... نزداد في العدد فقط، ولكن مازالت كفاءتهم (اليهود) في الصد والرد وأخذ المكاسب أكبر منا.

هم غلبونا في المتابعة والتنظيم والعمل الجاد، ونحن غلبناهم في العدد فقط، هم يكسرون ويهدمون ديارنا ويقتلوننا، ونحن لا نعرف كيف ندافع أو نعوّض خسائرنا، فنبقى متأخرين... وبذلك نخسر كل تقدمنا، مازلنا في أسفل الحضارة!

نحن مازلنا متفرجين، لماذا لا نتعلم من اليهود، ولماذا لا يكون لنا «لوبي عربي موّحد» للدفاع عن قضايانا وأراضينا وثرواتنا، لماذا لا تتحرك مؤسساتنا الدفاعية؟ أين المحامون ورجال الأعمال، أين الإعلام العربي (بلغة الغرب المُوَجّه)؟ هم (الغرب) ينتظروننا للدفاع، إلى متى سنبقى نائمين؟

إن حاجتنا أكثر ما تكون الآن إلى دعم حزب الله... والسيد نصرالله، ولأول مرة تظهر أصواتنا في العالم وتنبئ بأنه لدينا شعب محارب جبار، وعلى الشعوب أن تتعلم أخذ الحقوق، إذ إن الدفاع عن الأوطان لا يتم إلا بالاتحاد والانتظام في الجهاد لأخذ ما نريد... وأن نوصل أصواتنا إلى الأماكن الحقيقية في العالم للمطالبة بما نستحقه من رد الظلم والعدوان

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1462 - الأربعاء 06 سبتمبر 2006م الموافق 12 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً