العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ

الصومال: فتنتان في أسبوع

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

مر الصومال الأسبوع الجاري بفتنتين عصيبتين كادتا أن تعصفا بالوضع السياسي فيه برمته لولا حكمة وجلد أهله.الفتنة الأولى تمثلت في حادث اغتيال الراهبة الكاثوليكية التابعة للكنائس التبشيرية في روما إذ كان توقيت الجريمة حرجا للغاية متزامنا مع الفتنة الكبرى التي أطلقها بابا الفاتيكان بشأن الرسالة المحمدية الخالدة. مرتكب الجريمة ربما أراد الانتقام لدينه من المسيحيين الذين يمثلهم البابا بنديكت السادس عشر ولكن أبعادها تضر بالإسلام والمسلمين. فالحادثة ربما يثبت للرأي العام العالمي خصوصا لأولئك الذين لا يدينون بالإسلام بأن المسلمين فعلا أهل عنف وبطش وأنهم لا يعرفون أسس التعايش مع الذين يختلفون معهم في الرأي. ولكن حسنا فعلت المحاكم الإسلامية في مقديشو حين قبضت على الجاني المحتمل وسيقدم للعدالة وذلك لإثبات أن الإسلام لا يحاسب الأفراد بجريرة غيرهم.

أما الفتنة الثانية فهي محاولة اغتيال الرئيس عبدالله يوسف وهو الذي ارتضته الفصائل الصومالية المختلفة بمساعدة المحيط الإقليمي للصومال. ويبدو أن الهدف من وراء الهجوم إحداث شقاق كبير داخل حكومة بيدوا نفسها أو بينها والمحاكم الإسلامية التي تسيطر على مقديشو. والطريقة التي نفذ بها الهجوم توحي بأن تنظيم «القاعدة» هو الذي يقف من ورائها وبالتالي يستوجب الأمر تدخلا دوليا عاجلا في الشأن الصومالي. طبعاً سيكون للحادث الوحشي تداعياته في المحادثات الرامية الى التقريب بين الصوماليين والتي رعتها الجامعة العربية في الخرطوم. فكثيرا ما اتهم المجتمع الدولي بزعامة الولايات المتحدة المحاكم الإسلامية برعاية الإرهاب وتجنيدها عناصر في «القاعدة» بين صفوفها ولذلك سارع رئيسها الشيخ شريف أحمد بنفي تورط المحاكم في الجريمة بل وذهب ابعد من ذلك باتهامه إثيوبيا القيام به لتبرير ضرورة تدخل قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال.

عموما على رغم فظاعة التفجير لم يستطع إرباك وفض اجتماع البرلمان الصومالي في الحين. فقد منح البرلمان الثقة في أعضاء الحكومة في الوقت نفسه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حنكة الإنسان الصومالي الذي عركته نوائب الدهر. والمطلوب الآن التسريع في تشكيل الجيش الموحد الذي نص عليه اتفاق الخرطوم والتسريع في تشكيل حكومة ائتلافية بين زعماء بيدوا وزعماء مقديشو وذلك لتفويت الفرصة على المتربصين بهذا البلد. فكل تأخير في انجاز المقررات تكون من خلفه فتنة نائمة ربما ترجع الصومال إلى المربع الأول الذي أعقب سقوط حكومة محمد سياد بري قبل خمسة عشر عاما

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1475 - الثلثاء 19 سبتمبر 2006م الموافق 25 شعبان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً