العدد 1489 - الثلثاء 03 أكتوبر 2006م الموافق 10 رمضان 1427هـ

«دمقرطة» البشر أم الحجر؟!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

أية امرأة نريد؟ هل نريد امرأة لا تزيد في برلماننا إلا خبالاً؟ أم نريد امرأة ذات أطروحات أقوى مما طرحه الرجال في برلمان ؟

مع كامل احترامنا لشخصيات النساء اللواتي ترشحن للبرلمان، فإن المطلوب في البرلمان المقبل هي امرأة ترتبط أساساً بالحقوق الشعبية للناس في البحرين. تغيير بعض العناوين لدى البعض هو أسهل من ضغطة «زر»، بل يتم من غير علمهم، أي بأوامر من فوق، في حين أنه لدى البعض الآخر يحتاج إلى أكثر من معجزة؛ كما جرى للرمز الوطني صاحب التاريخ السياسي العريق عبدالرحمن النعيمي!

فمثلاً، جزيرة مثل «حوار» من سيصوت فيها؟! هل سيصوت السمك بأنواعه المختلفة من «هامور، شعري، شقر، ينم، صافي، جموم، لحلاح، حمس وقيلم»، أم سيصوت فيها «الربيان وأمهم الكبيرة، الخثاثيق والكباكب» وبقية الكائنات البحرية؟ أم سيلطف نائب «حوار» بـ «الفشوت» و«القصاصير» وحالتي «مشتان» و«المعترض» وبقية الجزر، التي لا تسكنها إلا الطيور من «لوه وجن وصلال وأبوالدميل»؟! قد يكون من لطف الله بهذه البيئة أن يكون هناك نائب لطيف يلطف بالكائنات غير البشرية!

نحن في البحرين الكل يعلم بأن «حوار» لا توجد فيها حياة بشرية، ولا أحد يستطيع الإقامة بها أكثر من ليلتين في «الفندق» أو بالشاليهات، ومع ذلك يتم الفرض القسري وحجز مقعد برلماني، معدود رقماً ضمن الأربعين مقعداً!

أصبحنا محل تندر من قبل من يسأل عن تلك الدائرة، من داخل وخارج البحرين. حتى تلك العبارة، التي رددها البعض، والتي منحت الحجر أكثر مما منحته للبشر من حقوق، ومنحت الكائنات البحرية أكثر مما منحته للكرامة الإنسانية للبشر! ما عادت تلك العبارة تؤتي أكلها في هذا الحين، فالناس أكثر وعياً مما مضى.

السؤال الذي لا يلقى أية إجابة، والجواب الذي يحمل أكثر من سؤال في باطنه، هو لماذا يتم تغيير عناوين البعض بلمح البصر بينما ينهك البعض بشروط وشروط أقل ما يقال عنها إنها ظالمة؟ والسؤال الأكثر إلحاحاً هو: أية امرأة تريدها النساء في بلادي؟

إذا كانت اللعبة السياسية تتسع لقدر كبير من التكتيك غير الأخلاقي، فإن الملامة لا تقع على المعارضة السياسية في تبني خيارات أكثر تشدداً من خيارات المخادعة الهادئة التي تمارسها السلطة. من ذلك شرح وجهة النظر في الداخل والخارج بكل تجرد، ومن دون أية ريبة أو شك في النوايا الوطنية الخالصة.

مرة أخرى، أية امرأة تمثل النساء في بلادي؟ هل هي المرأة الملمعة؟ هل هي المرأة المصطنعة المفروضة قسراً على الناس؟ هل هي المرأة المطواعة المتماهية مع مشروعات السلطة؟ والسؤال الأكبر: أية ديمقراطية نريد، ديمقراطية البشر أم الحجر؟

«عطني اذنك»...

الغصة التي تجرعتها الجماهير المؤيدة لـ «النعيمي»، لم يتجرعها «النعيمي» نفسه؛ بل هو في المقعد النيابي «من الزاهدين». وينطبق عليه التصوف السياسي في شتى مراحل حياته السياسية، خلافاً لغيره الذي بانت عليه ملامح الترف السياسي منذ بدعة تأسيس الجمعيات السياسية، أي بدعة الانشغال وليس الاشتغال بالسياسة!

همسة اذن، اتفق الكتبة اللصوص وأكلة المال الحرام، المدعمة جرائمهم بالتواقيع والوصولات المنشورة على الملأ، على الطعن واللمز المتواصل في الشخصيات الوطنية المناضلة... ويبدو أن «الحنفية» مازالت مفتوحة والقبض مستمراً. هؤلاء الصغار والناشطون السياسيون الطارئون والمتمصلحون والمتلصصون (سراق ولصوص وحرامية والبحرين كلها تدري) لن يبلغوا من ظل الكبار وقاماتهم الرفيعة

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1489 - الثلثاء 03 أكتوبر 2006م الموافق 10 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً