اختير على جناح السرعة وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي مون أمينا عاما جديدا للأمم المتحدة على أن يتولى مهمات المنصب مطلع العام المقبل. ولا شك أن كي مون سيكون أمينا عاما مرضيا عنه من قبل المجتمع الدولي طالما وافقت عليه الدولة العظمى الولايات المتحدة من دون تردد منذ الوهلة الأولى وذلك في اعتقادي لعدة أسباب من بينها أنه مواطن من كوريا الجنوبية الصديقة الحميمة لأميركا والعدو التقليدي لكوريا الشمالية التي عملت صداعا هذه الأيام لواشنطن ومن لف في فلكها، كما أن كي مون قطع الطريق أمام مترشحين آسيويين آخرين منهم من هو عربي ومسلم كالمرشح الأردني الأمير زيد ومنهم المرشح التايلندي الذي شهدت بلاده انقلابا مازال غامضا يقوده جنرال مسلم.وعلى رغم التكهنات الكثيرة التي انهالت على كي مون ألا أن شهادات مواطنيه الذين استطلعتهم إحدى الفضائيات تثبت أنه ضعيف الشخصية وان كان يحكم العقل وهادي الطبع وهذا ما تريده أميركا بحيث يكون دمية في يدها تحركه كيفما شاءت وأنه لا يخالفها في القرارات التي تهم الشرق الأوسط بعكس ما فعل الأمين العامالسابق بطرس غالي فأعطته الكارت الأحمر من دون أن يجدد له لولاية ثانية كما هو معهود دائما تجاه الأمناء المتعاونين مع البيت الأبيض. ولذلك يستحق كي مون التهنئة مقدما بالولايتين في هذا المنصب.

وفي خطاب قبوله قرار التعيين قال الأمين العام الجديد فيما يبدو ردا على الذين تساءلوا عما إذا كان ميله إلى الدبلوماسية الهادئة سيحول دون تمكينه من مواجهة تحديات المنظمة الدولية» ان آسيا دينامية ومتنوعة وآسيا تتطلع إلى أن تضطلع بمسئوليات أكبر للعالم» .وأضاف» ان آسيا أيضا منطقة يعتبر التواضع فيها فضيلة لكن التواضع يتعلق بالسلوك ولا يتعلق بالرؤية والأهداف ولا يعني الافتقار إلى الالتزام أو القيادة وهو بالأحرى تصميم هادىء في الفعل لانجاز الأشياء من دون جعجعة وربما يكون هذا مفتاح نجاح آسيا ومستقبل الأمم المتحدة».وعلى رغم هذا الكلام الجميل فإنه يعتبر في عالم اليوم ضربا من الأحلام الوردية في ظل وجود الصقور الأميركية التي لا تؤمن بمثل هذه المفاهيم الحمائمية