العدد 1532 - الأربعاء 15 نوفمبر 2006م الموافق 23 شوال 1427هـ

أحمدي نجاد والعمل البلدي

عباس هاشم Abbas.Hashim [at] alwasatnews.com

كان ضابطاً غير معروف، وبفضل نصيحة أستاذه دخل في العمل البلدي، وفيما بعد اختاره المجلس الإسلامي البلدي للعاصمة الإيرانية عمدة لطهران. بعد سنتين من الخدمة الدؤوبة والمخلصة للناس، اقترب موعد انتخابات رئاسة الجمهورية، ففاجأ الجميع حين تقدّم مترشحاً بخطوات ثابتة وواثقة، وكانت المفاجأة حين جرت الجولة الثانية بينه وبين الرئيس السابق المحنك الهاشمي الرفسنجاني، فكانت هزيمة منكرة ومدوية لرفسنجاني، وفوزاً ساحقاً لضابط الباسيج السابق محمود أحمدي نجاد. فيما بعد، في العام الماضي، كرّم مجلس طهران البلدي الرئيس «نجاد للخدمات التي قدّمها على مدى عامين من توليه أمانة العاصمة».

في بعض البلدان المستقرة سياسياً، بمعنى وجود دستور يؤطر الحراك السياسي، وقانون يعطي صلاحيات واسعة للمجالس المحلية، تلعب المجالس البلدية دوراً كبيراً تستجلب اهتمام الناس وعنايتهم بصورة أكبر ربما حتى من الانتخابات النيابية. وطالما كان العمل البلدي طريقاً للوصول بيسر وسهولة إلى المقعد البرلماني، بل أكبر من ذلك، حين أوصل العمل البلدي نجاد إلى منصب رئاسة الجمهورية.

المجالس البلدية عبارة عن آلية تتيح للأهالي من خلال التواصل مع ممثليهم أو النائب عنهم، إدارة شئونهم المحلية المتعلقة بمدنهم وشوارعها وتوفير وسائل الترفيه والعناية بمقدمات ومتعلقات الصحة، وكل ما يرفع من مستوى المواطن ويسهم في تحقيق التنمية وينجز ولو جزءًا من خطط تحقيقها، بمعنى آخر، يجب أن تكون المجالس البلدية سلطة محلية لها استقلالها إدارياً ومالياً، وهو ما نأمل تحققه مستقبلاً.

والمعارضة لدينا وهي تتحرك على أكثر من ملف، مطلوب منها أن تولي اهتماماً بالغاً بالبلديات ومن يمثلها من البلديين، والعمل بنظرية التوازي، أي التحرك في البرلمان وفي الوقت نفسه السعي إلى القيام بدور البلديات الخدمي بالقدر المتاح، وبأقصى سقف ومتابعة نوابها البلديين، إذ إن دور البرلمان بطيء والناس في غالبيتها لا تلمس آثاره المهمة جداً، مع أنه يشكل القاعدة التي في إطارها يتحرك العمل البلدي. ولو نجح نواب المعارضة في توسعة صلاحيات المجالس البلدية، فسيكون العمل البلدي لا يقل أهمية عند الناس من الانتخابات النيابية.

بعض الباحثين يعتبر أن «التخلف عبارة عن دائرة مغلقة تتشكل من الفقر والجهل والمرض»، فالفقر يؤدي إلى الجهل، ومن ثم إلى زيادة حالات المرض، وهذا يعني صرف المال على العلاج، وبالتالي التراكم في أطراف هذا المثلث: الفقر، الجهل، المرض. وهنا تكمن أهمية ودور المجالس البلدية؛ إذ يمكنها أن تخفف من آثار الفقر وضعف الدخل من خلال ما تقدمه من خدمات ترفع عن كاهل المواطنين بعض أعباء الحياة اليومية، وبالذات الخدمات المتعلقة بالصحة من نظافة وشوارع جميلة ووسائل ترفيه، وتنفيذ ما يقي من الأمراض المعدية كردم البرك الآسنة والمستنقعات. إنها أوضح ما يمكن أن تقدمه من خدمات ملموسة للناس

إقرأ أيضا لـ "عباس هاشم"

العدد 1532 - الأربعاء 15 نوفمبر 2006م الموافق 23 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً