العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ

ويتحدثون عن حرب أهلية!

فاضل البدري comments [at] alwasatnews.com

مرة أخرى تثبت الوقائع أن إشعال فتيل الحرب الأهلية في العراق بات في حكم شبه المستحيل. فما حدث في مدينة «الصدر» من جريمة يندى لها جبين كل إنسان شريف كانت كافية لإطلاق شرارة الاقتتال الداخلي بين السنة والشيعة وحرب الانتقام والانتقام المضاد كما خطط لها المجرمون، لكن ما حدث قطع الطريق على بقايا العهد الأسود... إلى الأبد.

فعلى المستوى الرسمي تعاملت حكومة المالكي بحكمة مع الحدث سياسياً وأمنياً، وطوقت سريعاً أية محاولات خبيثة لاستغلال ما حدث من هذه الجهة أو تلك، كما نحت أطراف الحكومة خلافاتها لتتحدث بخطاب سياسي وإعلامي واحد يحض على الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات. كذلك تعاملت المرجعيات الدينية الشيعية مع الحدث برباطة جأش وحكمة طالما عرفت عنها، لتفوت الفرصة مرة أخرى على من يسعى ليل نهار لإشعال حرب الإخوة، كما حدث بعد جريمة تفجير قبة سامراء، إذ سارعت إلى تهدئة النفوس الغاضبة ودعت إلى الهدوء.

شعبياً كظم الناس غيظهم وتساموا على جراحهم وجفف أهالي الضحايا دموعهم على ذويهم إكراماً لعيون العراق العظيم، إدراكاً منهم بالنوايا الخبيثة لخوارج هذا العصر. فالحديث عن حرب أهلية في بلد يحتضن مراقد الأنبياء والأوصياء والأولياء، وشعب عظيم كشعب العراق، ومرجعيات حكيمة، وحكومة وطنية... ليس أكثر من مجرد أضغاث أحلام

إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"

العدد 1549 - السبت 02 ديسمبر 2006م الموافق 11 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً