العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ

هموم وجمهور متلون

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقد باتت المعتركات السياسية في البحرين تسير بسرعة البرق وتضاهي سرعة هذا العصر في الحركة والتغيير. هذه التحركات أضافت بعداً انسيابياً وإنسانياً وعمرانياً وثقافياً واضحاً في البلاد. وهو حتماً يصب في رصيدها من الازدهار والتقدم للدولة الحديثة، على رغم كل مظاهر السخط وعدم الرضا من شريحة واسعة في المجتمع، لكن البحرين تخطو بثقة نحو الدولة المؤسساتية الحديثة مهما كان الثمن لأن من يحب بلاده لابد أن يصبو إلى أن تكون أنظمتها وقوانينها الأفضل من بلاد الله قاطبة وبذل كل جهد لعدالة هذا المجتمع للجميع. إن هدم القديم وتجديده هو جزء من تلك المعادلة الصعبة التي يجب تفعيلها في مثل هذه الظروف ولكن كل ما نرجوه هو ألا يكون الهدم للقديم من أجل التحديث فقط،

سواء في إبعاد الوجوه البشرية أو تغيير القوانين السياسية، إذ إن التحديث قد يكون ثمنه باهظاً وعلى حساب البشر، وألا نضع بناء الحجر فوق بناء البشر.

إن التنافس الذي رأيناه في الانتخابات والفروق الواضحة في الأصوات لصالح فئات معينة لمقر شيء مخيف فعلاً... وخصوصاً حينما رفضت شكاوى الخاسرين من محكمة التمييز في العملية الانتخابية، وهم يفكرون الآن في البدائل للمشاركة في المسيرة السياسية التي تهم الجميع، وإن فشلهم ليس بالضرورة إقصاؤهم عن الساحة... فهنالك مئة طريقة وطريقة للعمل لتحسين الأوضاع، ولا يصح إلا الصحيح، والله دائماً نصير المظلومين مهما طال الزمان، وخصوصاً إذا سلبت حقوقهم عنوة وعن قصد متعمد.

إن فوز المجاميع الأقل كفاءة قد يضع عبئاً كبيراً على تحريك الهموم وضبط الأمور ومنافستها! ومشكلة البحرين وصغر حجمها تجعل الحصول على البدائل الجيدة والكفوءة مشكلة كبيرة.

وكان لابد لنا من وزن الأمور بصورة أكثر كفاءة قبل أن تنتقل هذه المجموعة لتلعب أدواراً خائبة في مسرح يديره مخرج ضعيف الخبرة ويشاهده جمهور غاضب وقد يرميهم بالطماطم والبيض الفاسد وقد يسدل الستار قبل انتهاء المسرحية لرداءة الأداء.

والمشكلة هنا واضحة وتقدم الفئات غير المؤهلة للحصول على الكرسي اللامع مع الحقيبة الذهبية هو طموح الغالبية المسطحة، وكنت أتمنى أن تكون هذه المهمة تطوعية خالصة لخدمة المجتمع مع راتب متوسط يتناسب مع الجهد المبذول للاجتماعات (مرة في الأسبوع) والمتابعة ولا يحتاج إلى تفرغ كامل... ومن أين إثبات تفرغهم حقاً؟!

ما الذي كان سيحدث حينها؟ كنا سنرى أن المتقدمين مختلفون جداً في همومهم ونواياهم حينها... وكنا سنواجه أفراداً يسعون فعلاً إلى العطاء من دون هذه المعارك الشرسة! وكان المتقدمون حتماً سيكونون من ذوي الخبرة والحدس السياسي وممن مارس فعلاً الحياة وخاض غمارها وتعرف على حيثياتها السياسية والاجتماعية والثقافية!

وهذا يحدث في الكثير من الدول الاشتراكية وله مردود إيجابي واضح ولا يوجد حرق في الصفوف الانتخابية والخيمية! ولا يتقاتل الناس ويزيفون الانتخابات، ولا تحرق الأعصاب!

إن كرم حكومتنا الموقرة أصبح سلاحاً بأيدي بعض الفئات المتسلقة ما سيضر البلاد ويضعف من أدائها، وقد يؤدي إلى خلافات وبدايات غير مطمئنة، وكل ما نرجو من الله أن يحمي بلادنا الحبيبة ويديم أمنها واستقرارها

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً