العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ

ثقافة الاستثمار الرياضي

كاظم عبدالله comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أبرز السلبيات التي تعاني منها الرياضة في مملكتنا إهمال الجانب التسويقي والاستثماري في الاتحادات والأندية الوطنية الرياضية. هذا الجانب الحيوي والمهم يعد العصب الرئيسي للاتحادات والأندية الأوروبية والعالمية التي أصبحت خزائنها تعج بملايين الدولارات بسبب اهتمامها الكبير بالنواحي التسويقية والاقتصادية التي تدر لها أموالا طائلة.

الرياضة اليوم لم تَعُد مباريات ومنافسات رياضية بين الفرق فقط، وإنما أصبحت قطاعا استثماريا يجني المستثمرون فيه أرباحا كبيرة، ما جعل الكثير من رجال الأعمال وكبرى الشركات العالمية يتجهون نحو الاستثمار الرياضي، والأمثلة على ذلك كثيرة، ويكفي أن نذكر مالك نادي تشيلسي الإنجليزي الملياردير الروسي إبراموفيتش الذي أيقن كغيره بجدوى الاستثمار في القطاع الرياضي.

وذكر معلق قناة «art» الرياضية خلال تعليقه على مباراة تشمبوك الكوري الجنوبي مع أميركا كلوب المكسيكي ضمن بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليا في اليابان، بأن رئيس النادي المكسيكي من ضمن ما قاله إلى لاعبيه في أحد الاجتماعات في بداية تسلمه مهمة رئاسة النادي أنه لا يعرف الكثير عن كرة القدم، ولكن أعرف الكثير عن «البزنز» أي الاقتصاد وإدارة الأعمال، وهذا دليل آخر صريح على أن الرياضة ليست مجرد هدر للمال كما يعتقد البعض، وإنما هي اقتصاد قائم بذاته لا يعرف كيف يستفيد منه إلا الخبراء والمتمرسون في الاستثمار على شاكلة رئيس النادي المكسيكي والملياردير الروسي إبراموفيتش.

ولا عجب إذا قلنا إن الأندية الأوروبية موازناتها الآن تفوق موازنات دول العالم الثالث مجتمعة، بل أصبح بعضها يملك أرقاما فلكية، وكل ذلك بسبب الفكر الاستثماري الذي ينتهجونه في تلك الأندية، حتى أن أسهمها صارت تنافس أسهم كبرى الشركات في البورصات العالمية.

وللأسف الشديد، بعد كل ذلك التقدم والانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه الأندية والاتحادات العالمية، مازال لدينا أناس لا تؤمن بأن الرياضة مشروع استثماري واسع، ومازالت تعتبره مصدر إهدار للمال. وللأسف إن هناك من نواب المجلس النيابي السابق من اتجه إلى هذا الاتجاه ويرفض زيادة موازنة الرياضة لأنها تُهدر في ما ليس فيه منفعة.

وهذا القول إذا ما طبق على الوضع والتفكير الحالي الموجود لدينا فهو صحيح مئة في المئة، ولكن متى ما وضعت الأندية والاتحادات اهتمامها في هذا الجانب فستؤكد لكل من يعتبر الرياضة إهدارا للمال العام أن نظريته خاطئة، وربما تجبره على الدخول في عالم الاستثمار الرياضي.

لذلك على الأندية أن تبدأ بهذا التوجه، وأن تعطي الجانب التسويقي اهتماما خاصا، وأن تبدأ في تشكيل لجان خاصة بالتسويق والاستثمار، وأن تستعين بخبراء اقتصاديين لكي يضعوا لهم الخطط الاستثمارية المستقبلية لأنهم الأعرف والأدرى بهذا الجانب، وتكون مسئوليتهم الاهتمام بكل الأمور الخاصة بالجوانب التسويقية والاستثمارية، مثل إدارة الاستثمارات والصفقات، وإدارة صفقات الرعاية والإعلان، بدلا من الاعتماد على أعضاء مجلس الإدارة الذين لا يفقه معظمهم شيئا في هذا الجانب، لذلك نرى الكثير من الصفقات الخاسرة سواء في شراء وبيع اللاعبين، أو من ناحية توقيع عقود الرعاية، وأخص في هذا الجانب الاتحادات الرياضية التي غالبا ما تنهي عقودها مع الشركات قبل انتهاء المدة، بسبب عدم الفهم الصحيح لمعنى الاستثمار، وتنتهي القضية في المحاكم.

إذا، علينا أن نبدأ وأن نحاول النهوض برياضتنا من خلال تحويل الأندية إلى استثمارات، وليس عيبا أن نبدأ بالشيء البسيط بحسب إمكاناتنا، لأننا في النهاية سنصل إلى المستوى الذي نطمح إليه، وسيكون من السهل بعد ذلك أن يكون لدينا مسابقات للمحترفين، بعد أن تستطيع الأندية الاعتماد على نفسها

إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"

العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً