العدد 1567 - الأربعاء 20 ديسمبر 2006م الموافق 29 ذي القعدة 1427هـ

فن الوصول إلى السلطة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إن التدليس و الفهلوة هما من المهن القديمة في العالم! حينما تشترى النفوس وتباع، ولقد ازدهرت وازدادت تطوراً في أيامنا هذه وخصوصاً مع الانفتاح السياسي وحدة المنافسة، ومع زيادة الاجتياح المادي الصعب، لقد كانت المناصب تعين سابقاً إما بسبب النسب العالي والرفيع اجتماعياً… لإعطائه صبغة ووجاهة وإما بسبب قرب ذلك الشخص من السلطة، ومهما كانت الاسباب الإيجابية الأخرى!

فالفنان يملأ لوحاته بألوان الحياة المتعددة والمتنوعة حزناً أو فرحاً ويظهر بوضوح كل ما بداخله من تعبيرات حسية واجتماعية وعاطفية وقد يكون مبدعاً جباراً وتباع لوحاته بالملايين لاحقاً مثلما يحدث في الغرب!

أما الوصولي المتدلس فبإمكانه الحصول على تلك الأموال بالابداع المزيف من تبديل وتغيير الحقائق والبراعة في الكلام والجدل الخاطئ وتحسين صورة كل سوء لصالح فئة معينة جاهزة لايصاله إلى غايته كيف يصل هؤلاء؟… وما السر الغريب في ذلك؟… ان هذه القدرات هي عبارة عن ابداع كلامي بالدرجة الأولى ثم تأتي الأشياء الأخرى متلازمة لها! وإن البعض قد يبقى لسنوات كثيرة ومن حتى أي نوع من الاداء!

لقد كان السلطان في الماضي لديه مجموعة يطلق عليها (بافون السلطان) هؤلاء وضيفتهم تسلية السلطان والترفيه عنه وإعطاؤه شعوراً غامراً من الحب والطمأنينة والقوة والوجاهة وبأن البلاد في خير وكل شيء على ما يرام… وأن اعداءه يغارون من سر نجاحه في إدارة دفة البلاد، هؤلاء هم الذين كانوا يكذبون كل الوقائع ويدلسون الأكاذيب… هم الذين يتسببون بعدها بانهيار تلك البلاد واضعافها وتسهيل غزو الاعداء والاستيلاء عليها للغش الذي يمارسونه على السلطان لتعزيز مكانة رياء وسفسطة، هم الحاشية المبطنة لعمل أي شيء يعقبها إلى جانب السلطان، أن هؤلاء المدلسين هم الذين يبعثون الورود والتهنئات للكبار… هم يرفعون الشعارات في كل مناسبة أو دونها في الشوارع والصحف، هم الذين لا تفوتهم لفتة ولا شعره إلا وكانوا هناك… في كل عرس أو مناسبة أو عزاء، هؤلاء مزجوا الذكاء بالرياء يتلصقون بأصحاب المناصب وكأنهم من بقية أهلهم، وبمجرد رحيلهم من تلك الكراسي وتدحرجهم يختفون من حوله كفص الملح… ولا يعود لهم أثر ولا حتى «رنة ميس كول» هم المحترفون والمدربون على هذه الأدوار الوضيعة والملونة أما الآخرون… المحترمون ذوو الشهادات العليا والخبرات الحياتية العالية تنقصهم مثل هذه المؤهلات الوضعية… ليس لأنهم لم يدربوا أنفسهم عليها… وإنما لقدم حاجتهم لها… هم لا يتقبلونها لأن ذواتهم تملأها الثقة والكبرياء… هم جديرون ومبدعون في الحق والشرف والشجاعة الأدبية هم الأذكياء الصامدون!!! ولن يرضوا بالذل والهوان من أجل المنصب أما لماذا لا يعينون؟… فالأسباب كثيرة منها: لا يعني المجال لذكرها هنا إما لضعف الكبار في التعرف عليهم أو لخوفهم منهم كيلا يلحقوا الضعف في الأداء السياسي… فالذكاء أكثر جدارة في التستر والتغاضي عن الأغلاط وعدم كشف المستور!

والخوف هنا من الاستمرار في التستر… وفي تقوية الضعاف والاكثار من أنواعهم ما سيضعف البلاد ويشجع الغربان في النهش والتدخل وتغيير الأنظمة وقد تكون كالرمال الناعمة والتي تظهر سطحاً يابساً متمكناً ولكن حينما ندوسه تنسل أجسادنا بقوة إلى تلك الرمال وتسحبنا إلى القاع?

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1567 - الأربعاء 20 ديسمبر 2006م الموافق 29 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً