العدد 1571 - الأحد 24 ديسمبر 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1427هـ

مجلسهم ومجلسنا

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

استمتع كثيراً عندما أتابع برنامج «المجلس» في قناة الدوري والكأس القطرية الذي يقوم بالتحليل الفني الدقيق لكل مباراة ويعرض كل ما يحدث فيها على طاولة المشرفة الفنية بكل صرامة وشجاعة أضف إلى ذلك يوجه انتقاداته بحضارية من دون أن يجرح أي شخصية تتعرض للانتقاد اللاذع ويشرك جميع الأطراف في الحوار وكل من بهجة، من هو مختلف مع رأي المجلس أو من هو معه ولا فرق في ذلك ولا خير عند مقدم البرنامج ولا يقف مجر عثرة في وجه المتصل سواء كان مسئولاً أو من الجماهير إذا كان حديثة يتحدث من انتقاد عمل لا تجريح.

وحتى المسئولين المتجاوبين (معظمهم) صدورهم واسعة لهذه الانتقادات فتراهم يتفاعلون بشكل سريع مع الموضوع المطروح ويقومون بالاتصال بالبرنامج لإيضاح معلومة قد تكون خاطئة أو نقد على وضع غير صحيح في النادي.

هذه الوضعية جعلت برنامج «المجلس» أن يتبوأ الصدارة بكل جدارة واستحقاق على جميع برامج دول المنطقة في قنواتهم الرياضية مع أن تلك القنوات أيضاً لها أسلوبها الخاص والمتميز في عرض برامجها الجماهيرية أمثال دورينا والجماهير من دبي الرياضية واستديو التحليل في أبوظبي الرياضية وقناة الثالثة الكويتية تعج بالبرامج الجماهيرية من «بصراحة» إلى «كافيه رياضي» وغيرها من البرامج الجماهرية.

إن البرامج المحلية والتي تعتمد على الجماهير في نجاحها يجب أن تكون حيادية ولا تميل لطرف على آخر ولابد من إتاحة الفرصة لكل من يريد التجريح الشخصي فهذا مرفوض ولا يجوز اعطاء الفرصة لمن يريد أن يتصيد بالماء العكر.

برنامج «المجلس» القطري ما كان لينجح لولا جماهيرته واعطاء الفرصة لهم بالإدلاء بآرائهم المختلفة من دون أن يكون مقدم البرنامج رقيباً كالجزار على كل كلمة تقال في انتقاد الرأي الرسمي للاتحادات الرياضية أو لأندية أو حتى الشخصيات الرياضية كما كان مقدم «المجلس» خالد الجاسم الذي كان فعلاً القائد المحنك بإدارته المتميزة والحضارية مع من داخل «المجلس» تلك الشخصيات الرياضية والكروية والتي لها الصولات والجولات داخل المستطيل الأخضر وعندها القدرة الكبيرة في التحليل الفني الدقيق أمثال المدرب الناجح خليل الزياني والنجم الكبير عبدالعزيز العنبري ونجم السعودية صالح الداوود ونجم البحرين حمود سلطان إلى جانب القطريين «أبومحمد» ماجد الخليفي وأبوخلفان... إبراهيم خلفان ونجم قطر خالد سلمان وغيرهم من النجوم الآخرين الذين يتناوبون بين فترة وأخرى على حضورهم المجلس.

ترى هذا المجلس يناقش الأمور فيما بينه بحدة قد تصل إلى الانتقادات اللاذعة فيما بينهم ولكن في حدود اللباقة الأخوية ومن دون خدش في التجريح بل هناك صدور واسعة من الجميع وعنوانها «المحبة والمودة» ولا يفقد عنوانها مجرد هذه المناقشات الداخلية وخصوصاً عندما يقوم النجم السابق في البحرين حمود سلطان بالتصدي لبعض زملائه في المجلس في أثناء التحليل أو ما بعده.

والذي يزيد من روعة «المجلس» أن كل فرد موجود في «المجلس» للتحليل الفني تراه يشجع احد الفرق القطرية والذي يعطي الحماس والقوة والتنافس الشريف حتى في التحليل والتشويق لخسارة فريق أو فوز آخر من دون احراجات يسببها الوضع التقليدي بين المحللين الفنيين في أية برامج رياضية أخرى. هناك الكثير من الأمور المسوقة في هذا البرنامج الذي يمتد لساعات طويلة تصل إلى ما بعد منتصف الليل بساعة تقريباً من دون أن يشعر المشاهد بالممل ولا الكلل بل يعطيه الحماس على مواصلة مشاهدة هذا البرنامج بقوة بدايته.

وهذا يعود الى ديمقراطية البرنامج في الطرح وفتح صدره للجميع من أن تكون هناك قيود مفروضة على المتصلين ولا وضع الفأس على كل من يريد أن ينتقد عمل إحدى الشخصيات الرسمية وغير الرسمية، وهذا هو سر نجاح «المجلس» خلال سنوات دوري المحترقين في قطر الشقيقة.

أنا هنا لن أضع المقارنة المالية ولا الإمكانات الهائلة التي تمتلكها قناة الدوري والكأس ولن أقول بإمكاننا فتح قناة خاصة للدوري «الميت» لإمكاناتنا المحدودة ولن أطالب بذلك بتاتاً ولن أقول بإمكاننا أن نعمل برنامجاً بالديكور نفسه الذي عليه برنامج «المجلس».

ولكن أليس بإمكاننا إنشاء برنامج جماهيري يكون مقدم البرنامج فيه يمتلك الحس الرياضي ولديه القابلية في تقبل النقد البناء في جميع المجالات وعدم مصادرة الرأي الآخر؟

أليس بإمكاننا أن نمتلك الشجاعة في أي برنامج جماهيري لاعطاء الفرصة لكل الجماهير التي تريد إصلاح وضع رياضي معين بأن تقول رأيها الصريح عبر هذا البرنامج؟

ألا نمتلك الكفاءات الشخصية في إدارة مثل هذه الحوارات التي تتطلب من المقدم حسن وضع الحوار بالأسئلة المهمة والتي تفيد المشاهد وتعطيه المعلومات الجديدة من خلال أي حوار يستضيفه البرنامج!

والسؤال الأهم: هل نمتلك الشجاعة الكافية لنعلن عن برنامج جماهيري رياضي يعنى بمباريات دوري كأس خليفة بن سلمان يحلل فنياً ويناقش كل الأمور المتاحة أسبوعياً بكل صدر رحب وهل تعطي المقدم الحرية في التفاعل مع الجماهير المشاهدين في الإبداء بآرائهم بحرية من دون أن يقوم بدور الرجل القاطع بسيفه الباتر لأصواتهم.

نحن لا نريد برنامجاً يحمل البهرجة في الديكور واستضافة الشخصيات الكروية الكبيرة التي لديها القدرة على التحليل ومن ثم نقيدها بأمور لا تستطيع أن تقول رأيها بالانتقاد والتحليل السليم وبالتالي يضيع البرنامج هباء منثورا.

نحن عندما نفكر في برنامج جماهيري يحب أول ما نفكر فيه والمساحة المتاحة من الحرية لمقدم البرنامج أو حتى للجماهير المشاهدين قبل أن نفكر في ديكوره ومن الضيوف.

نأمل بل كلنا شوق حارق أن تقوم هيئة الإذاعة والتلفزيون ببث برنامج جماهيري يعنى بشئون دوري كأس خليفة بن سلمان خلال كل أسبوع بالتحليل والنقد البناء واعطاء الجماهير صوت الرأي وان كان مخالفاً من اجل بناء وضع رياضي سليم عندها سنصفق طويلاً لهذا البرنامج والذي سنفتخر به وستقوم باعطائه الأفكار والمقترحات الجديدة ولكن المهم ألا يولد ولادة فتصيرية ومن ثم يموت مختنقاً بالخطوط الحمراء في كل كلمة تقال من انتقاد ونحن نمتلك الكفاءات البشرية والتي تعوض عن الإمكانات المادية ونحن بانتظار مثل هذا البرنامج الجماهيري الذي نحلم به طويلاً?

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1571 - الأحد 24 ديسمبر 2006م الموافق 03 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً