هل ماتت القلوب وزاغت الأبصار ومحيت الغيرة من نفوسنا، وبتنا لا نسمع صوت الاستغاثة على مدى الثلاثة أسابيع الماضية، وكأن قلوبنا من الصم الصياخيد والحجر الصلد الذي لا يتكسر مهما كانت المعاناة والألم والبلاء.

أولا، وقبل كل شيء، علينا أن نحمد الله على كل شيء في السراء والضراء لأنه ولي نعمتنا وهو العزيز الرحيم، صاحب الرحمة الكبيرة على عباده، وإليه فقط يلجأ المضطر ويتوجه بالدعاء لرفع البلاء، ضارعا إلى المولى عز وجل وبمحمد وآل محمد الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، أن يمن على كل عبد مبتلى بالصحة والعافية والسلامة.

أليس نجم الحراسة في البحرين لكرة اليد سمير عبدالله ابنا من أبناء هذا الوطن العزيز، والذي لم يتردد يوما في تلبية نداء الواجب مع منتخباتنا الوطنية من أجل أن يكون مساهما بفاعلية في رفع العلم الأحمر واسم مملكتنا الغالية عاليا في المحافل الخارجية.

ألم يتعرض إلى الإصابات وهو يحمي عرين المنتخب والأندية التي مثلها وتحمل آلامها حبا في هذه التربة التي ترعرع عليها، ولكي يرد الدين لها من دون أن يقول آه تمنعه من مواصلة المشوار، بل كان دائما موجودا في الحدث الصعب مع منتخباتنا الوطنية.

هذا النجم الذي طالما تغنى متشرفا بتمثيله الوطن، هو الآن يعيش في صراع مع الألم للحادث المريع الذي فطر قلوب عائلته وقلوبنا جميعا، لما نعرفه من هذا الإنسان الطيب والمخلص والوفي، هو اليوم يرقد على السرير الأبيض في العناية المركزة في المستشفى العسكري، تحوطه عناية الله عز وجل وعيون بناته الصغار اللاتي مازلن ينظرن بعيون الشفقة والترجي لمن يسمع استغاثتهن لإنقاذ والدهن من هذه الحال المؤلمة، ليعيد لهن الابتسامة من جديد بعودة الأب العطوف عليهن، وليعشن تحت ظله بعد ظل الله عز وجل، وليمسح على رؤوسهن ويضمهن إلى صدره ويفرح معهن في الأعياد والمناسبات السارة وليكتمل عقد العائلة الكريمة.

هل توارت الأيادي البيضاء بسخائها وعطفها عن مجتمعنا، وهل مضى عنا المحسنون ومن يحمل في قلبه وضميره روح الإنسانية؟!

أستطيع جازما القول إنه مازال هناك من يحمل البر والإحسان والضمير الحي والروح الإنسانية لإنقاذ الإخوة في الله، وأناشد كل من يحمل الاستطاعة لإنقاذ هذا الإنسان البحريني من معاناته وعودته إلى أهله وبناته سالما غانما. على الجميع تحمل المسئولية والتحرك سريعا قبل فوات الأوان فبعدها لا ينفع الأسف والآه.

عجبا لمن يهمهم الأمر وهم صامتون، من أمثال أندية الأهلي والمحرق والبحرين والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، والتي نحن على ثقة تامة بأنها ستتحرك قريبا وسريعا لنقل هذا الابن إلى الخارج من أجل علاجه، كما فعلت مع آخرين من أبناء هذا الوطن وعادوا إلى أهلهم وعوائلهم سالمين غانمين، وهي مشكورة على فعلها هذا.

على الأندية الثلاثة الأهلي والمحرق والبحرين التي لعب لها هذا النجم، وضحى بكل ما يملكه من وقت والعائلة من أجل تمثيلها التمثيل المشرف على مدى مشواره الرياضي، عليهم أن يتحملوا المسئولية كاملة والتنسيق فيما بينهم، وإطلاق حملة على مستوى البحرين مع الشركات الوطنية الكبيرة والتجار ورجالات هذه الأندية من رجال الأعمال وغيرها من أجل انقاذ هذا الإنسان المعلق بين الموت والحياة، تراقبه دموع أهله وبناته وأصدقائه وكل من يسكن على هذه الأرض الطيبة.

لابد أن يكون لهذه الأندية الثلاثة دور فاعل، وهي أندية كبيرة برجالاتها وعطائها ولابد من المساهمة الفعلية في نقل هذا النجم إلى الخارج لإكمال علاجه بإذن الله. كلنا يتذكر نجم المنتخب الوطني لكرة القدم صالح فرحان الذي كان يومها في غيبوبة، ونقل إلى السعودية وتم علاجه سريعا والحمد لله عاد فرحان سالما غانما، عودة أفرحت قلوب أهله وأصدقائه وكل من في البحرين، وهو الآن يستعد من جديد لدخول مرحلة جديدة من تأهيله للعودة للمساهمة في رفع اسم البحرين عاليا مع فريقه والمنتخب الوطني. حادثة هذا النجم الرفاعي تقربني كثيرا من حادثة النجم سمير عبدالله لما لها من التشابه الكبير في أمور الحادث، وعندما تم نقله إلى الخارج عاد معافى بإذن الله وله المنة والشكر على ذلك. ونحن اليوم على الأمل نفسه بالله عز وجل في أن يقوم المسئولون في المؤسسة العامة للشباب والرياضة وعلى رأسهم الشيخ فواز بن محمد آل خليفة بإصدار أوامره بنقل هذا النجم سريعا إلى الخارج لإتمام علاجه بإذن الله، ليقر الله عيوننا جميعا بعودته سالما غانما. ومن العجب الغريب أن تقوم الجماهير وعلى رغم محدودية إمكاناتها المادية بمبادرات فعلية من أجل جمع المال لإنقاذ هذا الإنسان على وجه هذه البسيطة.

نأمل أن نسمع خلال هذا الأسبوع نبأ نقل النجم بأمر من الجهات العليا في البلد لإنهاء معاناته وإكمال علاجه بإذن الله في الخارج ليعود لنا جميعا سالما غانما.

هادي الموسوي