العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ

إعدام طاغية العصر

فاضل البدري comments [at] alwasatnews.com

كل الزوبعات التي أثيرت بشأن طريقة إعدام طاغوت العصر صدام لم تستطع أن تمحو جريمة واحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبها بحق شعبه عربا وأكرادا، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين، فضلا عن شعوب المنطقة ليلقى جزاءه المحتوم.

«أيتام» صدام حسين الموجودون هنا وهناك، الغيورون جدا على الدين والمشاعر الدينية، أقاموا الدنيا ولم يقعدوها احتجاجا على إعدام سيدهم ليلة عيد الأضحى، لكنهم كانوا عميا خرسا، حينما كان صدام يبطش بالناس في كل أيام الله وشهوره وليس في الأوقات الحرم فقط. كما لم يتذكروا حرمة هذه الشهور حينما اعتدى على دول عربية وإسلامية في الأشهر الحرم.

«أيتام صدام» جرحت مشاعرهم الرقيقة حينما سمعوا بعض الهتافات الدينية العفوية لحظة أعدم سيدهم الكبير الذي علمهم السحر، لكنهم لم تهتز لهم شعرة حينما كان الدكتاتور يرقص «الجوبي» في ليلة استشهاد سيدنا الحسين في العاشر من محرم وهو يدخن السيجار الكوبي، وعلى شاشات التلفزيون. عبثا يحاولون إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، وعبثا يحاولون طمس الحقيقة فالشمس لا تحجب بغربال. إن إعدام الطاغوت بهذه الصورة ليس مجرد صدفة أو سيناريو «سياسي» كما قد يتصور البعض، إنما هو فعلا إرادة إلهية لإنصاف كل المظلومين، ورسالة سماوية لكل الطغاة في هذه الأمة المنكوبة علهم يفقهون.

إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"

العدد 1584 - السبت 06 يناير 2007م الموافق 16 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً