العدد 1586 - الإثنين 08 يناير 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1427هـ

جزارو الطرق... قادمون!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

قد يقول البعض إنه قضاء وقدر، صحيح أنه القدر ولا اعتراض على مشيئة الله، ولكن لكل شيء مسببات. إن الأرقام المخيفة التي تتحدث عن الحوادث المرورية التي يتسبب بها خليجيون مدعاة لأخذ هذا الموضوع بجدية أكبر، ودعونا من تلك السياسة التي تنتظر وقوع الخطب لتتحرك بعد ذلك لتصحيح الوضع. وأذكر شخصيا أننا كنا نعاني من مشكلة العبور إلى المدرسة لعدم توافر إشارة ضوئية، ولكن الله قدر بأن يذهب أحد الطلبة ضحية لسيارة مسرعة وبعدها جاء الفرج!

لنعد إلى موضوع جزاري الطرق، والإدارة العامة للمرور تعلم أن السعوديين يتربعون على قائمة حوادث الموت، وتليهم بقية الخليجيين من قطريين وكويتيين وغيرهم، ولنسأل الإدارة العامة للمرور: هل وصلتكم المعلومات التي تؤكد أن المملكة العربية السعودية وضعت لوائح صارمة للسرعة؟ ويبدو أنها تمكنت من ترويض سيارات المتهورين، بل إن كثيرا من البحرينيين رجعوا بمخالفات سرعة لأنهم تجاوزوا سرعة 100 كيلومتر/ ساعة! هل يعقل أن يحدث هذا في السعودية؟ نعم، إنه ما يجري فعلا...

ولنضع معا إحصاء لعدد السيارات الخليجية التي تزيد سرعتها إلى ما فوق 100 و120 بعد تجاوزها جسر الملك فهد، سيقول الإحصاء إن أكثر من 90 في المئة من السيارات الخليجية تفر من الجسر بسرعة جنونية، بل إن كثيرا من الحوادث المميتة وقعت عند مدخل ومخرج جسر الملك فهد.

لا ندري... هل جسر الملك فهد تحول إلى نقمة على البحرينيين؟ وماذا عن الجسر المرتقب مع الشقيقة قطر؟ هل يعني ذلك أن البحرينيين سيكونون معلقين بسلسلتين مميتتين؟ والأدهى من ذلك كله ما سجلته الأسابيع القليلة الماضية من حوادث مأسوية راحت ضحيتها أسر بحرينية، والأسوأ من ذلك أن المتسببين في الحوادث هربوا من مواقع الحوادث وفرّوا بجلودهم! عموما، فالهرب من الحوادث لم يكن مقصورا على الخليجيين، فهناك بحرينيون يفرون يوميا من حوادث مرورية تسببوا بها، ويبدو أننا في زمن يعطل فيه الضمير والذمة.

الآن لا ينفع الندم، ولا تنفع التصريحات الرنانة، فكل ذلك لن يعيد إلى العوائل البحرينية أحبتها الذين فقدتهم على أيدي جزّاري الطرق. إننا بحاجة إلى قوانين صارمة جدا ضد المخالفين والمتهوّرين والمتلاعبين بأرواح البشر، سواء كانوا خليجيين أم بحرينيين، فالسرعة المتهورة والسواقة تحت تأثير الكحول جريمتان يذهب ضحيتهما بشر أبرياء.

حاليا، لا نملك الكثير لنضيفه إلى أولئك الذين يخشون على سلامتهم سوى أن نقول لهم: في ليالي الخميس والجمعة ابقوا في منازلكم، وحاولوا تسلية أنفسكم بأية طريقة لأنها الليالي التي يفقد فيها الجزارون عقولهم ويطلقون العنان لـ «دواسة البترول». والموت من الملل أهون من الموت على يد سائق متهور مخمور، وأقل ألما من الموت تحت عجلات سيارة طائشة!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1586 - الإثنين 08 يناير 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً