العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ

سار... واقع غير سار

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

الداخل إلى قرية سار والخارج منها، عبر المدخل الرئيسي (الشمالي) والمداخل الفرعية الأخرى، لا يصدق نفسه، بل يخيل إليه أنه في قطعة من أوروبا أو إحدى المدن الراقية في العالم، من حيث الشوارع المبلطة، والأرصفة المنظمة، والحدائق الغناء، والمجمعات الجميلة، ولكنه حين يصل إلى وسط القرية، يفاجأ بما لم يتوقعه أو يخطر له على بال. فالشوارع الحقيقية متآكلة، بل معدومة، والمجاري لا وجود لها، والمستنقعات تتوزع هنا وهناك، ويكفي دليلا على ذلك الشارع المتفرع من الشارع الرئيسي في القرية إلى مسجد الإمام علي (ع) من حيث مياه الأمطار الموزعة ومياه البلاعات الآسنة، حتى إن القاصد إلى المسجد المذكور يضطر إلى رفع ثوبه طيلة الطريق، خشية أن تصيبه النجاسة، وهو ذاهب إلى أداء صلاة ربه.

لقد ذكرني هذا المشهد الغريب بما شاهدته خلال جولتي في الهند العام 1990، والتي كانت تحت عنوان «ثمانون يوما في الهند»، إذ كنت في مدينة ذات شوارع مبلطة نظيفة، وحدائق رائعة، ونافورات جميلة، وبيوت منسقة، وحركة دائبة، سألت عن اسمها فقيل لي إنها «نيودلهي»، وقريبا منها رأيت بيوتا متهالكة، وشوارع تكاد تكون معدومة، وحياة بائسة، وفقرا مدقعا، سألت عنها فقيل لي إنها «دلهي»، فتعجبت، مدينتان متجاورتان تحملان الاسم نفسه، ولكن نصيبهما في الحياة والاستمتاع بخيرات البلد متفاوتة تماما، ومختلفة، فما أكثر ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.

لنعد إلى قريتنا المسكينة والمظلومة (سار) ونسأل: مادام هناك فرق وفروق بين سكن المواطن المستضعف وسكن أخيه الوافد، من حيث الضروريات والكماليات، فلماذا لا تحمل منطقة الوافدين اسم (نيوسار)، وإبقاء منطقة المواطنين على حالها (سار) حتى لو كان واقعها (غير سار)؟.

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً