العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ

عمومية الكرة وخطواتها الفاعلة

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

أين دور الجمعية العمومية لاتحاد الكرة وتأثير قراراتها على ما يجري من حوادث مثيرة أرجعت الكرة البحرينية إلى الوراء عدة سنين، بعدما كانت قد قطعت شوطا بل أشواطا كثيرة من أجل أن تكون في المقدمة، ليس على المستوى الخليجي فقط بل حتى على المستوى الآسيوي، وأنا أتساءل: هل دور هذه الجمعية العمومية المكونة من 19 ناديا فقط في ليلة الانتخابات وبعدها ينتهي كل شيء من دون أن تكون لها رقابة فعلية على عمل اتحاد الكرة وما يقوم به من تخطيط لعمله المستقبلي.

نستطيع أن نؤكد في هذا السياق أن الجمعية العمومية في اتحاد الكرة دورها سلبي ليس في هذا المجال فقط، حتى عندما يطلب الاتحاد منها إبداء الرأي بشأن التطوير بمسابقاته المحلية في جميع الفئات، ولكن للأسف الشديد يكون التجاوب مع هذا الطلب غير مقنع وسلبي، ولا ترى الا ناديا أو اثنين على أكثر تقدير من يقوم بالاهتمام وإرسال النقاط التطويرية ما تفقد هذه الجمعية دورها المؤثر على عمل اتحاد الكرة.

نحن عندما نطالب الجمعية العمومية بأن ترمي بثقلها لمراقبة عمل مجلس الإدارة في الاتحاد لا نعني أن أعضاءه لا يعملون، بل نحن على ثقة تامة بأنهم أناس مخلصون ونزيهون في عملهم، والدليل تبوؤهم مراكز مرموقة في الاتحادات الآسيوية وحتى الدولي، وهذا دليل أيضا على كفاءات هذه الشخصيات، ولكن هنا نحن بحاجة إلى مراقبة العمل المحلي عبر التخطيط السليم وإلا فقد العمل رمزيته وصوابيته.

هناك عدة أسئلة مثارة... هل من حق الجمعية العمومية أن تسائل الاتحاد الكروي عن إخفاق عدم التأهل لنهائيات كأس العالم؟ حتى مع الظروف المعاشة والصعبة؟ ولكن في هذا الشأن ظلت الجمعية العمومية مكتوفة الأيدي وكأن الأمر لايعنيها.

المدربون الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني الأول وإهدار الأموال الطائلة على هذا الطريق لم يثر هذه الجمعية بل لم يعطها الحق في عقد اجتماع استثنائي وطارئ لمساءلة الاتحاد عن أسباب التغيير الدائم للجهاز الفني مع الخسارة المالية، فظلت الجمعية اليتيمة التي لا تملك في نفسها القوة وكأن هناك من يسيرها إلى ما يريد مع أنها من الأمور البديهية لتعديل الأوضاع المتردية في عالم الكرة المحلية.

أيضا في قضية التجنيس غير المتوازن والبعيد عن الواقعية والذي خلق عدة مشكلات داخل الجسد الكروي وكادت الأمور تصل إلى حد التصادم، ولكن من العجب العجاب أن الجمعية العمومية في اتحاد الكرة خالدة في سبات عميق وهي تتفرج على ما يجري، وكأن الخوف فطر قلبها لو تحدثت بكلمة واحدة مع أنها أقوى من الاتحاد في اتخاذ القرار ولم تتحرك باستثناء نادٍ أو اثنين فقط مكشوفين للعيان، وجعلت هذا الأمر واقعيا بسبب سكوتها ورضاها على ما جرى بهذا الشأن المخجل والغريب.

الأمر الآخر الذي كانت فيه هذه الجمعية سلبية هو تخبط لجنة المنتخبات في قراراتها واختيارها للمدربين المبني على العشوائية، ما حمل الاتحاد الكثير من المصروفات نحن في غنى عنها، أضف إلى ذلك مشكلاتها المستمرة مع اللاعبين وهي من هيأت الأرضية لتجنيس جون وفتاي وعبدالله عمر وتركت الشارع يغلي مستنكرا هذا التوجه الضعيف من التجنيس، ولكن الجمعية العمومية قابلت ذلك بضعف آخر وبتهميش لقراراتها وقوتها المفترضة فصار الأمر واقعيا بسبب سلبية هذه الجمعية.

وتتواصل السلبيات وعمومية اتحاد الكرة في سباتها المطبق ولن تتزلزل ولا ندري متى تستيقظ وتقوم بعملها المؤثر؟

ملف خليجي (18) حاله حال الملفات الأخرى سيظل مغلقا ومقفولا ولن يسمح له بالفتح، وستغض عمومية اتحاد الكرة الطرف عنه ولن يجرؤ أحد منهم بالمطالبة بفتحه وإثارة الأسئلة التي تقود إلى الحلول الجذرية في مراقبة عمل الاتحاد.

من العقد المبرم مع مدرب المنتخب الراحل بريغل الضعيف في عمله والذي تم في عتمة الليل ومن وراء الكواليس ولم يتم استدعاء الإعلام الرياضي إلا بعد أن انتهت جميع النقاط التي تخص العقد وبعد التوقيع، ولم تكن هناك شفافية صريحة في هذا العقد وصار المدرب يتلاعب ببنوده بين مسافر كثيرا وقاعد في البحرين من دون عمل، وإن راقب بعض المباريات فحضوره لا يعدو سوى حضور جسدي خارج عن الذهنية أو أن هناك تدخلات خارجية في عمله.

هذه الأمور والافتراضات والاحتمالات لم يأخذها أعضاء الجمعية العمومية على محمل الجدية لعقد اجتماع استثنائي لمساءلة الاتحاد عن هذه النقاط، ومن حقه المساءلة.

هناك الكثير من الأمور والنقاط التي يجب على عمومية اتحاد الكرة أن تثيرها، ولا يجوز لها الصمت والسكوت على مثل هذه النقاط المهمة ولا تكتفي فقط بدورها عند الانتخابات وإن دعا الأمر إلى إسقاط هذه الإدارة للمصلحة الوطنية العامة فلها أن تبادر إلى ذلك ولكن بعين تشخص الأمور بدقة بعيدا عن الانفعالات وردة الفعل، وأن تكون هناك دراسة علمية في تشخيص مثل هذه الأمور... وليس هناك شخص في الاتحاد فوق النقد لأننا جميعا من بني البشر غير المعصومين وبالتالي سنكون سواسية في النقد البناء الهادف.

أخيرا نطالب الجمعية العمومية في اتحاد الكرة هذه المرة بأن تقوم من سباتها وتتحرك وترفع عن كاهلها الصمت وتقول كلمتها الحاسمة في مراقبة عمل الاتحاد في جميع الأمور التي حدثت، ولابد من وضع النقاط على الحروف والخروج من المأزق فتحمل المسئولية، لأننا إن بقينا على هذا المنوال فستكون العجلة إلى الوراء، فالعملية يراد لها التصحيح والعلاج السريع، وبعيدا عن دور الجمعية العمومية ومؤثراتها نطالب بحل لجنة المنتخبات وحل المنتخب الوطني بجميع أجهزته الفنية والإدارية... وتشكيل لجنة قوية من شخصيات رياضية لديها الباع الطويلة في هذا المجال معروفة بإخلاصها الوطني لحفظ ما بقي من منجزات سابقة لتقوم باختيار مدرب له التاريخ المشهود وبصماته الواضحة وأن نضحي بثلاث سنوات مقبلة لإعداد فريق جديد حتى نصل به إلى ما نريد وغير ذلك فلن نترجى غير الهم والسقوط المتكرر وعندما لا ينفع الندم ولا الأسف ولا الحسرة.

علينا أن نعي تماما هذه الدروس ونتعلم منها معالجة الأخطاء وخصوصا أن أمامنا استحقاقا مهما في الجانب الآسيوي، فلا بد أن نحدد الهدف من الآن: هل سندخلها للمنافسة أم لبناء فريق جديد؟ وهذا الأمر مهم جدا وبعدها نضع النقاط على الحروف بدقة.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً