العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ

القرضاوي... مرة أخرى

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

ما أعلنه على الملأ فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي في مؤتمر الدوحة الذي عقد أخيرا، والمتعلق بالتقريب بين المذاهب، شيء مؤلم، ويندى له جبين العقلاء وذلك لعدة أسباب من أهمها:

-1 أن العبارات التي أوردها الشيخ القرضاوي لم تكن الأولى فقد حضرت له محاضرة بشأن الموضوع نفسه في نادي الخريجين بالمنامة قبل سنوات، إذ شن هجوما قاسيا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واتهمها بالتهم نفسها، مضيفا إلهيا تهمة أخرى وهي التمييز بين أتباع المذاهب في إيران في الحقوق والواجبات، ما انعكس سلبا على وجوه الحاضرين ونفسياتهم أثناء المحاضرة.

-2 أن هذه الكلمات الجارحة صدرت عن عالم دين يشار إليه بالبنان وله حضوره الفاعل في الساحة الإسلامية والدولية.

-3 كنا نأمل من الشيخ يوسف - وهو موضع احترامنا - أن يكون داعية للوحدة الإسلامية بفعله وممارساته قبل لسانه وقلمه في جميع المحافل التي يحضرها، لا أن يمسك بيده معول الهدم لهذه الوحدة القائمة.

-4 وكنا نتطلع بكل إخلاص إلى أن يكون علماء الأمة ومفكروها، ومثقفوفها، ومنهم الشيخ القرضاوي قدوة وأسوة ودعاة لرأب الصدع بغير ألسنتهم، أي دعاة صامتين، ويعتمدون على التطبيق دون التطبيل، حتى ينعكس ذلك على أمتنا بصورة إيجابية، حين يتحقق على صعيد التطبيق الواقعي مفهوم كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.

أما أن ينبري شخص أو أشخاص للقضاء على ما تبقى لأمتنا من وحدة، فهذا ما يجب أن نسعى بكل فئاتنا وطاقاتنا إلى مواجهته مواجهة حضارية قائمة على الفكر المعمق والعقل النير الذي يستهدف روح الأمة وسيرها نحو التكامل الحقيقي.

وأخيرا... لقد ساءنا حقا ما سمعناه عن ومن الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي، وهو الرجل المحسوب على فئة العلماء العاملين على امتداد الساحة الإسلامية. فهل آن الأوان لأن يعيد الشيخ القرضاوي النظر في ما قاله وما سيقوله مستقبلا، تلافيا لأية مضاعفات قد تنتج عن التمادي في أسلوب الهجوم والتعدي على فئة لا يستهان بها في الميزان البشري والإسلامي والعقائدي؟ نرجو ذلك.

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1606 - الأحد 28 يناير 2007م الموافق 09 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً