العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ

لا لأجل مثوبة...

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك... وعادت ذكراك يا حسين من جديد، ذكرى فاجعة الطف الأليمة، السلام على جسدك الطاهر الذي حولته خيول الطغاة إلى ميدان تجول عليه، السلام عليك وعلى نحرك المنحور من الوريد إلى الوريد، سلام عليك يا حسين ما بقي الليل والنهار.

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة

لكأنما عيني لأجلك باكية

تبتل منكم كربلاء بدم ولا

تبتل مني بالدموع الجارية

وكأني برأسك الشريف معلّى على رمح عال من بلد إلى بلد، وكأني بجسدك ملقى على بوغاء كربلاء بلا غسل ثلاثة أيام في العراء، وكأني بكفيك تنزفان دما عبيطا... وأي فاجعة أعظم من هذه الفجيعة، وهل ستشهد البشرية جرما كهذا الجرم!

السلام عليك يا حسين ،وعلى أختك زينب أم المصائب، السلام عليها حين رأت رأسك يفصل من على جسدك، والسلام عليها حين رفعت ما بقي من أشلائك المهشمة رفعت صوتها إلى الله: اللهم تقبل منا هذا القربان القليل... لله ذرك يا حسين، ولله ذرك يا زينب، ولله ذر عترة الرسول (ص) التي كابدت المحن والمآسي محتسبة وصابرة بما يجري لأنه في عين الله.

السلام عليك يا أبا عبدالله، السلام عليك حين فطم القوم رضيعك الضامي على كفيك مصرين أن يبدو آل الرسول(ص) وأن لا يبقوا في أهله باقية... السلام عليك وأنت تنظر بعينيك أبناءك وأخوتك وصحبك مجزرين كالأضاحي وقد منعوا من ورود الماء ثلاثة أيام!

السلام عليك وأنت تذرف دموعك على قوم ذبحوا بنيك وأنت تقول: أبكي على هؤلاء القوم، يدخلون النار بسبب قتلي... أي إنسانية حملتها يا حسين، وأي إباء مزج بلحمك ودمك، وأي صبر هو ذلك الصبر الذي احتملته، هل هو صبر أيوب، لا والله بل هو أعظم من صبر أيوب ؛لأن صبرك يا حسين تنهد له الجبال وتد دكا... أو تبكي على قوم لم يقفوا إلا عند جسدك المرمل وهم يتهامسون: ماذا تنتظرون أريحوا الرجل واعزلوا رأسه!

أين الحسين (ع) وأين من قتلوه؟ الحسين في عليين، في مشهد لم يتمكن المجرمون من إزالة آثاره طوال السنين، وهو شامخ في كربلاء يستقبل زواره من مختلف الأجناس والأديان عاما بعد عام... وقتلته أين ذهبوا ؟

هم في مزبلة التاريخ، لا يعرف لهم أحد ذكرا إلا باللعن.

هناك في كربلاء، يد تمتد من بين الشباك لتمسح على رؤوس الثكلى، تصافح الباحثين عن الحرية... فأي قلب لا يندي لجرح الأليم، وأي عين لا تبكيك بدل الدموع دما يا حسين.

طبت وطابت الأرواح التي تحوم حول حرمك، وطبت حيا وميتا، أشهد بالله أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر حتى أتاك اليقين.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1607 - الإثنين 29 يناير 2007م الموافق 10 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً