العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ

حتى «القات» طبقات!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

كانت لي والإخوة جمال وأحمد في سوق «باب اليمن» بالعاصمة اليمنية (صنعاء)، جولة بصحبة محمد اليمني، الذي خَبِر السوق بالأونصة، أي هو يعرف ما يقوله وكأنه أستاذ في علم التاريخ اليمني. لم يتجاوز «محمد» - على أكثر تقدير- الخامسة عشرة من عمره، ولكن معلوماته الكثيرة أغنتنا، نحن الثلاثة، عن سؤال أي صاحب محل أو دكان عن أي شيء. حتى «القات» لدى محمد خبرة فيه! إذ يعرف «الكويس» من «الوحش». وعلى رأي «جمال»، إن القات طبقات، أي ما يمضغه «الرئيس» يختلف عما يمضغه «الغفير». عن تجربته مع «القات» يقول جمال: «ما بحبوش»، جربته وكنت مستضيفا أربعة من رؤساء التحرير وكان يجب عليَّ أن أكون مستمعا لأحاديثهم، ولكن «القات» جعلني مهووسا بما يكفي ليقولوا عني «ثرثارا»!

أنا وأحمد وضعنا وريقات صغيرة من «اللي ما يتسماش القات ده»! وللإنصاف كان «أحمد» أفضل مني في «توريم» خده الأيسر. أما أنا - بحكم قربي من تيارات اليمين - فقد آثرت استخدام الخد الأيمن في «التخزين»، ولم أفلح!

تجد غالبية العمال و «الصنايعية» في اليمن يمضغون «القات»، حتى الصغار يباع لهم نوع مخفف شبيه بـ «القات» من حيث الشكل؛ كي يتعودوا عليه! وبالمناسبة، إن اسم صنعاء مشتق - والعهدة على مرافقنا محمد اليمني - من الصناعة والصنعة، إذ كان غالبية الناس في صنعاء من الطبقة الصناعية العاملة.

ما أعرفه من معلومات عن «القات» هو أن اليمنيين يستعينون به سابقا للعمل في شق الجبال، ونحت البيوت المنتثرة على تلك القمم الشاهقة. ويصرف اليمنيون جلَّ «فلوسهم» على شراء «القات». وفي دراسة لوزير الداخلية اليمني رشاد العليمي، يذهب إلى أن بعض مشايخ الصوفية كانوا يستوردون «القات» من «الحبشة» لمساعدتهم على العبادة والتهجد طوال الليل. ولكن بعد احتجاجات كثيرة من مختلف الشرائح الاجتماعية تم استيراده وزراعته في بلاد اليمن. وتشير إحدى الدراسات الحكومية إلى أن «الوقت المفقود من وقت في مضغ (القات) يقدر بأكثر من 25 في المئة من إجمالي أوقات العمل»!

أما مناطق اليمن الجنوبي سابقا (عدن، حضرموت، أبيَن، شبوة، المهرة، ولحج) فكان مسموحا لها «التخزين» (تعاطي القات) في يومي الخميس والجمعة فقط. أما اليوم فإنهم يعتبرون دخول الشجرة الملعونة (القات) مناطقهم جاء بـ «مؤامرة مخطط لها»، إذ كان محرما قبل الوحدة بين الشمال والجنوب!

في النهاية، إن «القات» - بحسب الإخوة اليمنيين- يعطي الرجل قوة مضاعفة في كل شيء...!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1608 - الثلثاء 30 يناير 2007م الموافق 11 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً