العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ

«الإسكان» وقصة الرقم 5

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

لا ندري من أين جاء هذا الرقم الذي مثّل ولايزال يمثل كابوسا لدى كثير من المواطنين الذين لمّا يحالفهم الحظ معه بعد...

الرقم 5 وما أدراك ما الرقم 5 في حسابات الإسكان؟ هو رقم أطاح بالكثيرين من لائحة المكرمة الملكية لبدل السكن، وهو رقم سيطيح بكثيرين لاحقا حتى من أولئك الذين استفادوا من المكرمة الحالية.

إذا لم يمر على الطلب الإسكاني 5 سنوات فأنت خارج اللعبة! وإذا تجاوز صافي راتب الأسرة 500 دينار فأنت خارج اللعبة مرة أخرى! كم هو غريب هذا الرقم، ولا ندري من هو مقترحه وواضعه... دعونا ندخل في التفاصيل أكثر بدل الحديث عن فرضيات هذا الرقم.

اسمحوا لي أن اطلب من المسئول الذي وضع هذا الرقم كحد فاصل لدخل الأسرة، وسنعطيه بدل 500 دينار600 دينار ونعطيه شقة إيجارها أقل مما يمكن الحصول عليه هذه الأيام وهو 200 دينار، وندع له خيار تقسيم بقية المبلغ على أسرته ومصروفاته.

إننا نتحدث عن واقع من صميم الحياة، فالحياة ليست كالأمس، وإذا كان خط الفقر قد حدد بـ 350 دينارا فنقول إن هذا المبلغ اختلف ولا نتصور أننا نبني عليه واقع الأسرة البحرينية...

وما قصة مرور خمس سنوات على الطلب الا قضية تحمل احزانا لعدد كبير من المواطنين، فهناك من قدم بالأمس أو اليوم أو سيقدم غدا طلبه وهو في أمس الحاجة إلى هذه الخمس مئة دينار أكثر حتى من ذاك الذي مرت على طلبه ست أو سبع سنين. في الأخير نقول إن هذه الأمور لا تأخذ بالتخمينات أو الأرقام الافتراضية لأننا نتحدث عن حياة الناس وحياة الناس ومعيشتهم لا تقاس بهذه الطريقة.

ولكي لا ننجرف أكثر في أمور قد يراها من وضع التخمينات تخمينات أيضا، لدينا مثالان من واقع الحياة، وبحوزتنا كل الإثباتات التي لا تكذب ما سيكتب. أولا قصة، هي حكاية بحريني كتب الله عليه أن يكون مصابا بما نسميه في البحرين «السكلر» وهو طبعا الداء الذي يحتل المرتبة الثانية في لائحة أمراض البحرينيين، إذ المركز الأول محجوز وبجدارة إلى الداء الشهير «قرحة القروض الشخصية». وفي وقت تجديد البيانات كتب الله عليه مرة أخرى أن يرقد في المستشفى كالعادة، وحين أفرج عنه طارت الطيور بأرزاقها بحسب تعبير «الإسكان» وطار رزقه (100 دينار) أيضا لأنه لم يستكمل البيانات! لا ندري كيف تعمل الوزارة، ألا يوجد مجال للنظر إلى الوراء قليلا؟ هل بياناتها وتجديدها قرآن منزل لا يتغير ولا يتبدل؟

القصة الثانية، قصة شاب بحريني لديه 3 أولاد وزوجة ويسكن في شقة بالإيجار، وقدر الله عليه أن يتجاوز راتبه المعدل بعشرين دينارا لكي يصبح المجموع 520 دينارا، وأسقط من المكرمة على رغم حاجته الماسة إلى هذا الحلم الذي طالما راوده ليالي عدة وكان يحلم بأن تبقى له حتى آخر الشهر عدة دنانير، ولكن مرة أخرى تطير الطيور بأرزاقها!

نحن لا نتحدث عن مواطنين اثنين سقط اسماهما من المكرمة وما تأثير هذا الرقم على كل من استفادوا، نحن نتحدث عن مئات من المواطنين ينتظرون بشغف هذا المبلغ البسيط لكي يسهم في موازنة الشهر التي لا تنتهي...

حاليا، كل هذا الحديث لا يجدي نفعا طالما أن بيانات واستمارة «الإسكان» لا تتغير ولا نطالب بتغييرها فقد يكون ذلك شركا صريحا، ولكن الكرة في ملعب النواب الذين بإمكانهم أن يسألوا ويمحصوا ويعيدوا النصاب إلى محله لكي يستفيد كل المواطنين أصحاب الطلبات الإسكانية من هذه المكرمة.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1614 - الإثنين 05 فبراير 2007م الموافق 17 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً