العدد 1618 - الجمعة 09 فبراير 2007م الموافق 21 محرم 1428هـ

اليمن ودول الخليج العربي

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في ذات مرة، أفاض الوالد د. عبدالله النفيسي بشأن الدور الذي من الممكن أن يضطلع به «اليمن» حال انضمامه لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي. سواء لما يمثله الإنسان اليمني من دور في البناء والتعمير في البلاد التي يطأها، أم من جانب آخر، استيعاب عمالته الماهرة التي هي دول الخليج العربي في حاجة لها، وذلك بدلا من الاعتماد على الأجانب الآسيويين كعمال بناء وغيره من أعمال لا ينخرط بها أبناء دول الخليج الست. إضافة إلى أن «اليمني» قريب بطباعه اللينة ونفسيته الراقية من طبائع أبناء دول الخليج العربي. هذه حقيقة يعرفها كل من زار اليمن وعاشر اليمنيين.

ليس بين اليمنيين وأشقائهم الخليجيين أي مساحات للاختلاف، بل إن اليمنيين بمختلف تلاوينهم المذهبية (الزيدية والسنة وغيرهم) يضربون مثلا راقيا في التعايش السلمي بين الطوائف الإسلامية.

التقيت بأحمد وهو بحريني جال ربوع اليمن طولا بعرض، وذكر لي كيف أن الطوائف الإسلامية في اليمن تتعايش بشكل سلمي حضاري على رغم التدهور الاقتصادي وضعف الوضع المعيشي. ويضيف: من الممكن أن يدخل مجموعة من «السنة» للصلاة في مسجد للـ»زيود» والعكس يحدث أيضا. الإسلام دين مودة ورحمة، ودعوة بالتي هي أحسن، وليس دين حز رقاب وتقتيل الناس على الهوية المذهبية! وبشكل عام وملاحظ، فإن الطباع الاجتماعية لها نصيب أساسي في تشكيل المجتمعات والسلم الاجتماعي بين الطوائف والاثنيات المختلفة.

هناك الكثير من التناقضات التي يزخر بها المجتمع اليمني، ما يدعو البحاثة العرب إلى الالتفات إليها، ولعل أبرزها هو الطيبة اللامتناهية من اليمنيين والضيافة والكرم والتسامح والتعايش السلمي من جهة، وذلك جنبا إلى جنب مع الجنبية وبقية مظاهر السلاح الشخصي أو القبلي وعدم الخضوع لسلطة الدولة! ولعل هذا ما يجعل النفيسي يدلل على أن الشعب المسلح هو شعب حر لا يخضع للسيطرة أبدا ما دام السلاح في يده! وليست الحرية هنا بمقام القدح بل هي بمقام المدح. بمعنى آخر حر بقيمه وتقاليده الأصيلة التي تسمو على المدنية النفعية والانتهازية المادية.

بعيدا عن أية حسابات طائفية ضيقة، فإننا كأمة عربية مادمنا نطمح إلى أن نتوحد فيما بيننا؛ فلماذا لا تكون البداية بانضمام اليمن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي؟! اليمنيون بطباعهم الأقرب إلينا كخليجيين، ولعل من المناسب أن تبدأ الوحدة العربية من هذا المكان: «الجزيرة العربية».

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1618 - الجمعة 09 فبراير 2007م الموافق 21 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً