العدد 1618 - الجمعة 09 فبراير 2007م الموافق 21 محرم 1428هـ

معهد التنمية السياسية والخروج من الشرنقة

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

بدأ نشاطه بدورات ومحاضرات أقامها لتوعية المرشحين، والناخبين، ومديري الحملات الانتخابية. أقام عدة محاضرات النساء المتدربات ضمن برنامج التمكين السياسي للمرأة التابع للمجلس الأعلى للمرأة في نهايات تدريبهن، ثم اختفى، ليعود للحياة متراخيا بطيئا، يصحو مرة، ويخفت مرات.

إنه معهد التنمية السياسية، المعهد الذي تأسس كنتيجة لعهد الإصلاح السياسي، وكحاجة ملحة لتنمية الوعي السياسي لدى الجمهور، بشكل يتناغم مع طبيعة المرحلة. بدأ بكلمات كبيرة حملت أهدافا أكبر في العام الماضي، وتم تعيين مجلس أمنائه ليبادروا بالقيام بأدوارهم في «التنمية السياسية» لمجتمع لم «ينمُ» سياسيا بعد، بعدها عين رئيسه التنفيذي خالد الأشعل، ذو الخبرة الطويلة التي تتضاءل أمامها أية خبرة بحرينية في هذا المجال يمكن أن تحل محله، حتى يقود عمل هذا المعهد بحرفية عالية. ولكن أين هو الآن؟ هل يرقى نشاطه للطموح الذي كان موجودا عند بداية تأسيسه؟

لعل الإجابة عن هذه الأسئلة نسبية وغير قابلة للقياس، فللقائمين على المعهد بالتأكيد أجندتهم وخطط عملهم التي سيزعمون بها أن العمل قائم فعلا، وإن لم يظهر للعيان. لكننا قد نتساءل، هل يكفي لمعهد تم تأسيسه بذاك الطموح المبالغ فيه، أن يقوم بين فينة وأخرى بدورة أو دورتين، ويصدر بيانا هنا، وتوضيحا هناك، ثم يقف متعاونا مع جهات رسمية كراعٍ لورشة عمل أو دورة ما جنبا إلى جنب مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي يعرف الجميع أنه يقوم بالتمويل، فما الذي يقوم به معهد التنمية السياسية إذا كان التمويل من الأمم المتحدة، والتنظيم من الجهة الرسمية المنظمة، والمحاضرين من المتخصصين في جامعة البحرين؟

انتقل مقر المعهد أخيرا إلى مبنى المجلس الأعلى للمرأة في الرفاع، بعد أن نقل هذا الأخير إلى مبناه الجديد، ولايزال التزاوج قائما بين هاتين الجهتين، حتى في طواقم العمل، والسبب طبعا هو وجود الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي على رأسيهما. غير أن الانتقال للمبنى الجديد لم يغير من واقع المعهد شيئا، فلايزال تقدمه بطيئا جدا، وحراكه غير فاعل، ولاتزال أهدافه الرنانة الكبيرة تنتظر التحقيق. ثم يأتي برنامج التمكين السياسي للمرأة البحرينية، الذي اختفى من الساحة نهائيا وكأن خسارة المترشحات في الانتخابات الماضية كانت نذيرا له ليقبر. انتقل البرنامج إلى مسئولية معهد التنمية السياسية، ولم يعد له وجود على أرض الواقع، وكأن المرأة البحرينية لم تعد تحتاج إلى تمكين، أو أن تمكينها سيبدأ مرة أخرى قبل عام من الانتخابات المقبلة. انتقل البرنامج إلى المعهد، هو ومركز دعم المرأة، الذي تأسس بطموح مشابه، ففقد الحماس وأية قدرة على العطاء بعد الانتخابات.

يبدو أن معهد التنمية السياسية لايزال يلملم شتاته، ويحاول الخروج من شرنقته الضيقة على العالم الواسع، هذا الخروج الذي نتساءل إن كان سيطول أمده، وسط حوادث سياسية لا تتوقف، وحاجة أكثر إلحاحا الآن لعمل نوعي في التنمية السياسية، تتجاوز الدورات النظرية، والمحاضرات والورش المعتادة، إلى دراسات وبحوث عملية، فتجربة الانتخابات الماضية كانت غزيرة جدا، تنتظر فقط من يتأملها بنظرة فاحصة وعلمية دقيقة، ليخرج منها بنتائج فعلية ربما تغير في الواقع شيئا ما. فهل يخرج المعهد قريبا من شرنقته ليرى كل ذلك؟

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1618 - الجمعة 09 فبراير 2007م الموافق 21 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً