العدد 1624 - الخميس 15 فبراير 2007م الموافق 27 محرم 1428هـ

اتفاق مكة... والآمال الكبيرة

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

في الأيام الماضية، توجهت الأنظار والأفئدة نحو مكة المكرمة التي تحتضن الكعبة المشرفة، قلب العالم الإسلامي ورمز وحدته وقوته، إذ التقى قادة فلسطين وممثلو فصائلها لقاء تاريخيا أسفر عن اتفاق بين القادة الفلسطينيين بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية يؤمل أن ينتج هذا الاتفاق وقف سيل الدماء النازفة من أبناء فلسطين، والتي لا تخدم ولا تفرح سوى العدو الصهيوني الغاشم، وكل أعداء العرب والمسلمين.

إن لقاء مكة وما أسفر عنه من اتفاق في هذا الوقت بالذات ينتظر منه كل خير للشعب الفلسطيني الصامد، ويتوقع كل خير للأمة العربية والإسلامية، «خير أمة أخرجت للناس» (آل عمران: 110).

لقد عانى إخوتنا الفلسطينيون طيلة السنوات الماضية أشد أنواع القتل والاضطهاد وهم يطالبون بحقوقهم المشروعة في استعادة أرضهم ووطنهم المقدس، وتحقيق عزتهم وكرامتهم.

وهذا لن يتحقق قبل أن تتوقف المجازر الفلسطينية والدماء الفلسطينية والاختطافات الفلسطينية، ويتوجه الجميع نحو مقاتلة العدو المشترك، «إسرائيل» التي ترقص فرحا لما يجري بين «الإخوة الأعداء».

إن دماء غزيرة سالت ومازالت تسيل فوق الأرض الإسلامية في فلسطين ولبنان، والعراق وأفغانستان، وكل هذه الدماء كان يمكن توفيرها لقتال أعداء الأمة المتربصين بها الدوائر وهم «إسرائيل» ومن يقف وراءها ويمدها بأسباب القوة والعدوان.

إن آمالا كبيرة معلقة على لقاء مكة وما نتج عنه من اتفاق مهم خصوصا أن القادة الفلسطينيين مصممون على أن يخرج هذا اللقاء بنتائج إيجابية تعود بالخير على الفلسطينيين خصوصا والأمة الإسلامية عموما.

أما إذا فشل الفلسطينيون بعد هذا اللقاء وهذا الاتفاق - لا سمح الله - في تحقيق أهدافهم التي التقوا من أجلها، فإنهم حينئذ يوجهون ضربة قاصمة، ويسددون سهما قاتلا للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المناضل، وهذا يعني ضياع أو تضييع الفرصة الأخيرة التي لا يمكن تعويضها.

وبقي أن يفهم الشعب الفلسطيني وقادته وفصائله أننا سنكون أضحوكة العالم من حولنا كوننا أمة «فاشلة» على امتداد التاريخ، على رغم ما نمتلكه من قوى هائلة: بشرية ومادية وفكرية وغيرها من أسباب القوة والنصر، غير أن أمتنا لا تعتبر بماضيها ولا حاضرها، فماذا هي فاعلة لمستقبلها؟!

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1624 - الخميس 15 فبراير 2007م الموافق 27 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً