أنهت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس الأول(الأربعاء) جولة في المنطقة شملت الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن والسعودية جاءت خلالها لمناقشة آخر مستجدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وخصوصا بعد اتفاق مكة وبدء مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. سبقت زيارة رايس وفي أثنائها وبعدها كنتيجة تصريحات من الجوانب الثلاثة الفلسطينية والإسرائيلية والأميركية أظهرت وجهات نظر كل طرف في هذه الزيارة «المشئومة». رايس وصلت المنطقة وبقيت فيها 3 أيام وزارت ثلاثة بلدان وجلست بشكل منفصل، ثم على طاولة مفاوضات «كانت متوترة» مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وكل ما توصلت إليه من نتيجة تمخض في التأكيد على نقطة قديمة سابقة وهي اتفاق الأطراف الثلاثة على حل قيام دولتين (فلسطين وإسرائيل) والاتفاق على التقاء الطرفين مجددا ووعدت بعودتها إلى المنطقة مجددا! طبعا كررت رايس - وهذا ما لا يجوز أن نعتقد أنه لن يحدث - شروط اللجنة الرباعية والتي لا تخدم سوى «إسرائيل» من أجل اعتراف «المجتمع الدولي» بالحكومة الفلسطينية والمساعدة في رفع الظلم الذي ساهموا في إذاقته للشعب الفلسطيني منذ بلوغ حركة «حماس» سدة الحكم وترؤس السلطة الوطنية الفلسطينية.

فعلا أتعبت نفسها وزيرة الخارجية الأميركية بهذه الزيارة وعقد القمة «العظيمة» والنتائج الكبيرة التي تم التوصل إليها. ومع ذلك - وهذه هي حال السياسة - لم يكن الفلسطينيون على رغم امتعاضهم يائسين، ولجأ أحد مسئوليهم إلى تخفيف «المهزلة» بالقول إن هذه القمة بداية وليست نهاية للحل النهائي على رغم الرفض الإسرائيلي لأي حل يرضي الفلسطينيين.