العدد 1636 - الثلثاء 27 فبراير 2007م الموافق 09 صفر 1428هـ

العراق: «فرض القانون» بلا غيرة ولا شرف!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

من غير الممكن أن يتوقع أي إنسان عاقل وسليم من الناحية النفسية، ويحمل بعض الصفات الإنسانية، سلوك وفعل التكريم الذي قام به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للمتهمين باغتصاب امرأة عراقية.

وبعد تكريم المالكي بأيام... جاء الدرس الأميركي، ونطق القاضي حكما بالسجن 100 عام على جندي أميركي مدانٍ بجريمة اغتصاب فتاة عراقية. وكأن رسالة الأميركيين لأهل السنة والجماعة بأننا أكثر غيرة وأعدل قصاصا من المالكي... وهو الذي يمثل الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق.

واللهِ إنَّ النفسَ لتحزن على ما يجري في العراق، وإن القلب يتفطر ألما وحزنا على ما جرى في العراق في ظل حراب الاحتلال الأميركي، وتلاقي الأحقاد الطائفية والعرقية على دار السلام وأهل العروبة والإسلام.

اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن المسئولين في الحكومة العراقية استمرأوا الكذب سابقا وخصوصا في يوميات الحوادث التي تجري بشكل متلاحق. ومن ذلك ما جرى لعشيرة «الحواتم» البدوية الشيعية، التي اتهموها في بادئ الأمر بأنها مجموعةٌ من الصداميين البعثيين، وعلى لسان ناطق حكومي آخر أصبحت مجموعة من التكفيريين الإرهابيين، ثم اتهموها بأنها مجموعةٌ دينيةٌ شاذةٌ أطلقوا عليها مسمى «جند السماء»! وجاء تكريم المتهمين في جريمة اغتصاب المرأة العراقية كطامة كبرى على رأس تلك الحكومة ورئيسها؛ ما يؤكد مدى انفراط عقد القيم الدينية والعربية، ويبرهن على طائفية الحكومة القائمة.

ماذا يمكننا القول إزاء هذا السلوك غير الإنساني الذي قام به رئيس الوزراء المالكي؟ وبماذا نعتذر إلى الله عن سكوتنا عن هذا الجرم الواضح الذي لا لبس فيه؟ لا مبرر إطلاقا لموقف السكوت أو عدم الحديث عن سلوك العدوان والاستفزاز، ولا مبرر لفعل التكريم قبل أن تظهر نتائج التحقيق والفحص والاختبار الطبي لواقعة الاغتصاب!

ضياع النخوة والمروءة العربية، ودمها المسفوح في العراق هو نتيجة أصحاب الضغائن. وإلا فإن عشائر العراق من العرب الأقحاح (سنة وشيعة) كانوا يعلمون أولادهم أن العِرض والشرف هما أغلى ما يملكه الإنسان العربي! أين يندرج فعل المالكي المشين؟ أليس يندرج ضمن قاعدة «شرار قومك أفضل من خيار قوم آخرين»؟ وأيضا وكأن لسان حال المالكي يقول: «اغتصبوا، وأنا سأحميكم، بل وأكرِّمكم أيضا! مع أن خطة المالكي الأمنية معنونة بـ «فرض القانون»! فأي قانون هذا الذي يريد تطبيقه المالكي إذا ما بدأ خطته بتكريم متهمين في قضايا اغتصاب، ثم تهريب القيادات المشبوهة والمتورطة في قضايا تصفيات طائفية وقتل على الهوية إلى الصفوف الخلفية، وإلى إيران تحديدا؟

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1636 - الثلثاء 27 فبراير 2007م الموافق 09 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً