العدد 1648 - الأحد 11 مارس 2007م الموافق 21 صفر 1428هـ

المجنسان والغياب المتعمد عن الأولمبي

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

على رغم ما يفعله المجنسان النيجيريان جون وفتاي وفي أكثر من مرة وبقصد متعمد في غيابهما المستمر عن تدريبات المنتخب الاولمبي فإننا في المقابل نرى اتحاد الكرة وفي مواقف غريبة وعجيبة من خلال ردة الفعل والتعامل مع هذا الموقف بسلبية تامة، فيصبح في كل مرة يضع المبررات والأعذار لغيابهما عن المنتخب، ومن ثم يعاود السماح لهما بالانضمام إلى المنتخب، مع أنه لا يجوز لكل من يتم اختياره لتمثيل المملكة في الاستحقاقات الخارجية أو حتى في المعسكرات والمباريات الودية أن يقدم اعتذاره عن الانضمام للفريق إلا بعذر مقبول ومفهوم لدى اتحاد الكرة، وهذا ينطبق أيضا على من يتغيب عن حضور التدريبات من دون عذر.

هذه المرة كان السيناريو مشابها لسابقه عندما تخلف اللاعبان عن حضور التدريبات بأعذار واهية فنّدها الاتحاد بنفسه وناديهما أيضا بالأسباب نفسها للمشكلة التي أثيرت في الصحافة بأن جون وفتاي لن يلعبا للمنتخب ما لم تدفع مستحقاتهما المادية.

ففي اليوم التالي نشر المحرق بيانا رسميا أفاد فيه أن لا مستحقات ولا تبعات مالية على النادي لجون وفتاي، وتبعه تصريح لأمين السر العام لاتحاد الكرة في «الوسط الرياضي» يؤكد فيه أيضا أن لا تبعات ولا مستحقات مالية على الاتحاد لهذين المجنسين، وبالتالي يصبح غيابهما عن حضور التدريبات للمنتخب الأولمبي في إعداده لمباراة الكويت المقبلة في تصفيات أولمبياد بكين 2008 متعمدا ومرفوضا عقلا وقانونا، وعلى ذلك يجب على المعنيين في الأمر في ظل غياب لجنة المنتخبات إصدار قرار بإيقاف هذين اللاعبين؛ فهي ليست المرة الأولى بل سبقتها حادثة أخرى لم يتم التعامل معها بصورة إيجابية.

ولكن نتفاجأ بتصريحات مختلفة لاتحاد الكرة أن هناك سوء فهم في الموضوع تم التفاهم معه مع المحرق مع إخلاء المسئولية عما حدث، والتأكيد على أن جون وفتاي سيعودان إلى المنتخب الأولمبي ضد الكويت في المباراة المقبلة، مع أن الموضوع لا يحتاج إلى تعليق على غياب هذين المجنسين اللذين لم يحملا في أعماقهما أبدا حب الوطن ومصلحته، وقد غلبت هنا المصلحة الشخصية بوضوح على المصلحة الوطنية وصار هناك شرط لعودتهما يكمن في الجوانب المالية ومن ثم العودة، أليس هذا الأمر غير مقبول ومرفوضا، وفي الوقت نفسه نحن نسأل لو كان في الموقف نفسه لاعب بحريني ولد على هذه الأرض الطيبة وغاب عن التدريبات بالأعذار نفسها فماذا عسى أن يُفعل به؟

فنحن على يقين أن أولى الخطوات أنه سيتم إبعاده عن المنتخب، ثم سيتم اتهامه بأنه لا يحب الوطن ويضع المصلحة الشخصية على المصلحة الوطنية وغيرها من الاتهامات الكثيرة.

نجم المحرق ابن الوطن علي عامر عندما أبعد عن المنتخب الوطني الأول ذكر السبب أنه تأخر عن حضور أحد التدريبات، ولكن المجنسين جون وفتاي يتعمدان عدم حضور التدريبات لأسباب مكشوفة ومعروفة لدى اتحاد الكرة ولا نراه يحرك ساكنا لإصدار عقوباته بحق هذين اللاعبين.

ومازلنا نتعجب ونستغرب لهذه الحال النادرة، وكأن هذين اللاعبين هما القوة والمفاتيح في اللعب التي لا يستغنى عنها ونتأثر بغيابهم، وليس لدينا الأفضل ممن يحبون وطنهم وأرضهم وترعرعوا وشبوا وتألقوا حتى نميل إلى هذين اللاعبين من دون أن تكون لدينا الجرأة على كبح جماحهما، وإلى متى سيبقى هذا السيناريو ومتى يتم إغلاقه، فالنيجيريان المجنسان يفكران فقط في مصالحهما الشخصية ولا يهمهما أبدا الوطن، ووثيقة التجنيس لا تهمهما على الإطلاق إن لعبا أو أبعدا مادامت الأمور المالية تسير وفق العقود المبرمة، فلنبكِ ولنبكِ حتى تذرف الدموع فهذا لا يهم!

نحن نسأل أيضا لماذا تتم معاقبة أبناء الوطن لو تغيبوا عن حضور التدريبات في المنتخبات الوطنية، بينما يتم غض الطرف بشكل غريب عن هذين المجنسين في غيابهما المتعمد عن حضور التدريبات!

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1648 - الأحد 11 مارس 2007م الموافق 21 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً