العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ

طائفية... نعوذ بالله!

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

قبل أيام، وفي صفحة «قضايا» نُشر عمود يحمل عنوان «المباركة العلوية... مظلومة»، تحدثت فيه عن المطالبات المتكررة لصيانة وترميم مبنى مدرسة المباركة العلوية في الخميس (ذات الواحد والثمانين عاما). وقد سبق هذا العمود مقال نُشر في مجلة «المواقف» قبل سنوات تحت عنوان «قبل الانهيار... مدرسة الخميس من ينقذها»... مدعم بالصور.

وقبل هذا وبعده نشرت مقالات ورسائل لعدد من القراء تطرح المطالب نفسها تقريبا، إلى جانب مطلب مهم طال انتظار تحقيقه، وهو إعادة الاسم التاريخي لمدرسة المباركة العلوية، والذي لم يتصدَ أحد لتحقيقه حتى الآن.

هنا أشير وأؤكد أنني لم أنطلق من هذا الاتجاه من منطلق طائفي - يعلم الله - وإنما انطلقت من مبدأ إعطاء كل ذي حق حقه من دون إفراط أو تفريط، ومن دون أي تمييز، وإذا كانت هناك طائفية فهي منطلقة - ربما - من أطراف أخرى، غيّرت الأسماء - أسماء المدارس - واستبدلتها بأسماء لا نعلم الحكم من ورائها سواء بالنسبة إلى مدرسة المباركة العلوية في الخميس، أو المدرسة الجعفرية في المنامة.

إن من يفكر مليّا يبرز أمامه سؤال كبير فحواه: ما هي الحكمة من تغيير اسم المدرسة الجعفرية وإحلال المدرسة الغربية ثم مدرسة أبوبكر الصديق (رض) مكانه، وهل أن مثل هذا التغيير لا يثير مشاعر طائفية نحن في غنى عنها؟

والسؤال نفسه يطرح نفسه بالنسبة إلى مدرسة المباركة العلوية: ما هي الحكمة، وما هو الغرض من استبدال هذا الاسم التاريخي باسم آخر هو المدرسة الحكومية، ثم مدرسة الخميس؟

ونعود لنسأل: هل أن هذه التغييرات لا تثير الحس الطائفي؟ لماذا باؤك تجرّ وبائي لا تجرّ؟ بمعنى أوضح: لماذا التمييز بين تاريخ وتاريخ؟ ولماذا التمييز بين مؤسسات ومؤسسات؟ والجواب لا يحتاج إلى عناء، يلمسه كل ذي بصيرة.

نحن نعيش - والحمد لله - عهد الإصلاح الذي نترقب منه كل خير، وبمقتضى هذا العهد الإصلاحي يتحتم أن يعاد النظر في أخطاء الماضي وتصحيحها بلا تردد، بدءا من التاريخ الذي هو أمانة وطنية كبرى يتناقلها الآباء عن الأجداد من دون أي تحريف وتزوير.

إنني آمل من وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي القيام بزيارة مدرسة المباركة العلوية في الخميس للوقوف عن كثب على مقدار الدمار الذي حلّ بالمدرسة المذكورة وعمل اللازم إزاء هذا الموضوع.

كما آمل من الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم آل خليفة، وكل من له صلة بالموضوع، القيام بزيارة مماثلة لمدرسة المباركة العلوية بحكم مسئوليتها عن صيانة الآثار التاريخية والتراثية كالبيوت القديمة والقلاع وغيرها، وبحكم مسئوليتها التاريخية والوطنية تعلم أهمية صروح العلم القديمة كمدرسة المباركة العلوية، وأهمية الحفاظ عليها وإيصالها إلى الأجيال القادمة بكل أمانة.

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1667 - الجمعة 30 مارس 2007م الموافق 11 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً