العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ

صفوف «الرازي» حطب!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

هي حديث ذو شجون في كثير من مدارس وزارة التربية والتعليم، ولكن لنتسلم مثالا واحدا، وعلى الأقل هذا المثال قريب لي شخصيا وهو مدرسة الرازي الابتدائية للبنين.

ففي كل يوم تلاحظ ربات المنازل والأمهات عموما أن أطفالهن يعانون من بعض أمراض «الحكة»، اعتقدوا في البداية بأن الأمر له علاقة بتغير الجو وبالحر والبرد، ولكن بقية الطلبة الذين يحظون بصفوف من الطوب لا يعانون من هذه المشكلة مطلقا، ولو أن الأمر مقتصر على طالب واحد لهانت المشكلة، ولكن الموضوع متعلق بكل الطلبة الذين يسكنون صفوف الحطب!

قد يعتقد بعض المسئولين – وخصوصا في وزارة التربية والتعليم - أننا نهول من الموضوع، وللإجابة عليهم نقول: لتجربوا أن تبقوا في بيوت الحطب لمدة أسبوع، ونفضل أن تكون الهجرة في فصل الصيف لا الشتاء ولو أن الأمر سيان أحيانا!

كم غريب أمر هذه الصفوف وأمر من اقترح فكرتها، ومن المفترض أن تكون هذه الصفوف مؤقتة حتى تتوافر الصفوف الكافية للطلبة، الغرابة تكمن في أن التعليم بحاجة إلى جو هادئ يساعد التلاميذ ولاسيما الأطفال على الاستيعاب، وأن أقلمة الظروف المحيطة بالطلبة هي أمر أساسي في العملية التعليمية ولسنا بحاجة إلى شرح الموضوع لاختصاصيي وزارة التربية لأنهم أعرف بهذه الأمور... ولو احتج علينا البعض بوجود المكيفات وغيرها من أدوات الراحة في الصفوف سنجيبه هذه المرة بالآتي: جرب واهج الحر في الحطب، بل وجرب الجلوس على كراسي الحطب، وبمناسبة الحديث عن كراسي الحطب، أنا أدعو وزارة الصحة إلى إجراء دراسة على المصابين بـ «البواسير» وأراهن بأنها ستكتشف بأن بعض الإصابات لها علاقة مباشرة بكراسي الحطب.

ما نريد أن نخلص إليه هو أن المدرسة هي دار للعلم وتربية الأجيال، لا دار لتعذيب الطلبة في حجر الأخشاب التي لا تقي لا من حر ولا من برد... السؤال المطروح هنا هو: ما المانع من توفير مستلزمات الراحة للطلبة؟ هل هناك حرج من توفير حافلات مكيفة؟ وأذكر أننا كنا نحقد على الأجانب الذين يمرون على حافلاتنا الحارة وهم في حافلات مكيفة! وما المانع من توفير كراسي مريحة؟ أسئلة كثيرة، ومدرسة الرازي مثال من بين عدة أمثلة، مع العلم أن أحد الوجهاء عرض بناء الصفوف على حسابه الخاص في هذه المدرسة ولكن مشروعه لم ولن يرى النور!

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1688 - الجمعة 20 أبريل 2007م الموافق 02 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً