العدد 1700 - الأربعاء 02 مايو 2007م الموافق 14 ربيع الثاني 1428هـ

أطفال ... إهمال وإدمان

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

سمحت إحدى شركات السجائر في الإسكندرية وتجرأت باختراق إحدى المدارس وقامت بتوزيع السجائر مجانا على التلاميذ! كما كافأت المدرسين على صمتهم وزادت من عدد العلب لهم!

إنها قامت بهذه الفعلة ليس لتشجيع المدخنين لزيادة الاستهلاك المجاني! بل هي نجحت وساهمت بشكل مباشر على صيد جديد من غير المدخنين الذين سيدمنون على التدخين مع وجود العبوات المجانية ولو للتسلية في بادئ الأمر!

وإنه على رغم الخطورة الشديدة والناجمة عن ممارسة التدخين في عمر الزهور الغضة وتأثيراتها المباشرة على القلب والرئتين والشرايين والدماغ الذي تكمن فيه كل العمليات الحيوية من التحصيل والاستذكار... والتي قد تصاب بالضرر الشديد وعدم الكفاءة وانتقاصها بسبب نقص الأكسجين الذي يتسبب بالتالي الإعاقة في النمو الطبيعي للجسد... وقد يصبح الطفل أقصر قامة وأقل ذكاء وأكثر توترا وعصبية نتيجة للتدخين! (هكذا تشير كل الدراسات).

أما الأمر الآخر والأكثر أهمية هو أنه مع ممارسة التدخين يصبح جسد الطفل جاهزا لأشياء أكثر خطورة ودمارا! كالمسكرات وتعاطي المخدرات. إن مروجي هذه السموم يحومون دائما بالقرب من المدارس ويصطادون فريستهم في الغالب من المدخنين الذين يضعون لهم المخدر مجانا في البداية مع السجائر وأما الصغار فقد تقدم لهم داخل عبوات من الشكولاته والحلويات... ومع تعود الأطفال ووقوعهم في شرك هؤلاء المجرمين من المروجين... يبدأ بعدها التخطيط والمساومة للجرائم الحقيقية ويصبح الطفل أداة حقيقية لتنفيذ كل الخطط المخطرة ويصبح ويكون طيعا وجاهزا للعب كل الأدوار وغير مدرك لبراءته «الصح من الخطأ» ومتورطا في كل شيء... ونظرا إلى إدمانه فهو قنبلة موقوتة وجاهزة!

ويصبح سارقا وكاذبا... وهو الذي يستخدم في الحرق والتدمير وخراب الديار ودونما وازع وقد يسجن ودونما معرفة منه للأسباب الأساسية التي من أجلها يقوم بما يقوم به فهو مغيب تماما عن كل حدث وقد يستخدم جسده بضاعة لتسلية الكبار من الوحوش الآدمية. وقد يتخذ من الدعارة طريقا آخر لكسب ما يحتاجه من السموم المخدرة!

وهكذا ينجح السفلة في تشويه صورة الفرد في هذا المجتمع والذين قد يكونون هم أنفسهم أيضا ضحية لطاغية بشرية سابقا! فعلى من يقع اللوم إذا؟!

إن العائلات والمربين في المدارس والإعلام بكل وسائله عليهم أدوار أساسية في حماية المجتمع من هذه التشوهات الإنسانية والتوعية من قبل كل هؤلاء والانتباه للطفل في تحركاته ما بين المدرسة والبيت والأصدقاء والحزم والتهذيب والتوعية هي أهم الوسائل لحماية فلذات الأكباد هؤلاء! فالرقابة المنظمة وعدم ترك الأبناء في الشوارع وحمايتهم من هذه الحشرات البشرية ضروري وتفرغ الآباء شيء لا تهاون فيه والانتباه لك الباعة الجائلين ممن يحومون حول المدارس وهم أول الخبراء بضعف الأطفال وأول من يدس السموم في أفواه الأبرياء من المهملين والجاهلين بما يدور من فظائع حولهم!

لقد باتت شركات التدخين محاصرة في الغرب وتناقص عدد المدخنين لمنع السجائر في كل الأماكن العامة وزيادة أسعاره لوضع ضرائب مرتفعة من قبل الدول! وبذلك توجهت إلى العالم الثالث الذي مازال في سباته... وباتت توزعه بالمجان كي تضمن توزيع إنتاجها لدينا وخصوصا عند الصغار! فهل لنا من التيقظ والحذر من هذه السموم والانتباه إلى الأطفال وحماية مجتمعاتنا من الدمار والتشوه والإصرار على وضع قوانين أكثر صرامة ضد التدخين في كل المجمعات والأماكن العامة؟!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1700 - الأربعاء 02 مايو 2007م الموافق 14 ربيع الثاني 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً